المدن المتحركة
يتحرك الناس والأماكن على حد سواء. وتوجد مفاهيم الوطن والأرض والاستقرار في كل من أنماط الحياة المستقرة والبدوية، وبالتالي، يمكن أن يكون كلاهما عرضة للنزوح. ويتناول هذا القسم تقاطع هذه المفاهيم.

مجلة الصبيان

مجلة الصبيان
تاريخ مختصر للمجلة
تأسَّست مجلة الصبيان في العام ١٩٤٦م في مكتب النشر بمعهد التربية بخت الرضا بقيادة الأستاذ عوض ساتي، والتي كانت بمثابة مُعلِّمٍ ومربٍّ لما كان يُنشر فيها من مواضيع وقصص هادفة. افتتح فيها العم سرور كل عدد بكلمات تحمل في طياتها الكثير من الحكمة. ولطالما كانت مجلة الصبيان خير جليس وأنيس لأبناء وبنات السودان، وتظلّ مكانتها عند أصدقائها وقرّائها خاصةً ومُحبَّبة إلى قلوبهم.
أصدقاء الصبيان
اختلف أصدقاء الصبيان، فمنهم من كان يقرؤها أسبوعياً ومنهم من كان ينتظرها شهرياً، ومنهم من وجد أعداداً مخزَّنة يحفها التراب في منازلهم وتناولوها ليقرأوا أعدادها الكثيرة متتابعة.
لم يقتصر محيط أصدقاء الصبيان على الخرطوم، بل وصلت المجلة للأصدقاء في جميع مدن السودان وأطرافه، ظهر ذلك في ترحيب العمة الزهراء في فقرة "مرحباً أصدقاء الصبيان"، والتي كتب إليها الأطفال للتحية أو للمشاركة بصورة من عطلتهم الصيفية، أو لحكاية قصة، أو نكتة أو معاتبين لعدم نشر مشاركاتهم في العدد. كتب إليها رمضان من كريمة والتجاني من نيالا لنشر صورتهم الشخصية ونبوية من الديوم للاستفسار عن موعد المسابقة وسعاد من بُرّي لمشاركة هواياتها ومكي من كادُقلي للتحية. ونُشر في "لقاء الأصدقاء" مواقف شاركها الأصدقاء من أمدرمان وكسلا والرهد والجنيد وشندي.
مواضيع المدن في المجلة
الجديد بالذكر أنه بالإضافة لانتشار أصدقاء المجلة في ربوع السودان تنوعت مواضيع المجلة أيضاً، لتعكس ذلك الانتشار والتنوّع، فلا يخلو كل عدد من قصة أو موضوع يتناول أحد مديريات ومدن السودان. من الأمثلة على ذلك مقال إحسان المبارك، التي كتبت فيه عن رحلتها من مدينة الخرطوم إلى مدينة كسلا مروراً بمدني والقضارف وحلفا الجديدة، وصولًا إلى درة الشرق. وصفت إحسان طبيعة المدينة الغنية المتمثلة في جبال التاكا وعين توتيل العذبة، ثم منها إلى سوق المدينة الذي يحوي المنتوجات والتي تعكس الموارد الغنية التي تشتهر بها المدينة؛ كحبال السعف والخناجر والسيوف والمنتجات الفخارية. ثم تطرَّقت إلى المصانع في كسلا، وعدَّدت بعض المصانع التي تنتج الكثير الصناعات المحلية والتي يتم تصديرها خارجياً. ونجد في أعداد أخرى مواضيع مماثلة عن جوبا وكادُقلي وكوستي وغيرها.
تتعدى أهمية نشر مثل هذه المواضيع عن المدن المختلفة التعريف ونشر معلومات عن المدن، بل تكمن أيضاً في توسيع مفهوم المدينة للطفل الذي يتلخَّص إدراكه للمدينة في محيطه المباشر. وربما بذلك نجد أن الارتباط بين "أصدقاء الصبيان" ومختلف مدن السودان هو ارتباط وثيق يتعدى كونه تعداداً لأسماء مدن، بل هي معرفة أعمق لطبيعة كل مدينة وساكنيها.
جميع الصور في هذا المعرض من موقع ذاكرة السودان
تاريخ مختصر للمجلة
تأسَّست مجلة الصبيان في العام ١٩٤٦م في مكتب النشر بمعهد التربية بخت الرضا بقيادة الأستاذ عوض ساتي، والتي كانت بمثابة مُعلِّمٍ ومربٍّ لما كان يُنشر فيها من مواضيع وقصص هادفة. افتتح فيها العم سرور كل عدد بكلمات تحمل في طياتها الكثير من الحكمة. ولطالما كانت مجلة الصبيان خير جليس وأنيس لأبناء وبنات السودان، وتظلّ مكانتها عند أصدقائها وقرّائها خاصةً ومُحبَّبة إلى قلوبهم.
أصدقاء الصبيان
اختلف أصدقاء الصبيان، فمنهم من كان يقرؤها أسبوعياً ومنهم من كان ينتظرها شهرياً، ومنهم من وجد أعداداً مخزَّنة يحفها التراب في منازلهم وتناولوها ليقرأوا أعدادها الكثيرة متتابعة.
لم يقتصر محيط أصدقاء الصبيان على الخرطوم، بل وصلت المجلة للأصدقاء في جميع مدن السودان وأطرافه، ظهر ذلك في ترحيب العمة الزهراء في فقرة "مرحباً أصدقاء الصبيان"، والتي كتب إليها الأطفال للتحية أو للمشاركة بصورة من عطلتهم الصيفية، أو لحكاية قصة، أو نكتة أو معاتبين لعدم نشر مشاركاتهم في العدد. كتب إليها رمضان من كريمة والتجاني من نيالا لنشر صورتهم الشخصية ونبوية من الديوم للاستفسار عن موعد المسابقة وسعاد من بُرّي لمشاركة هواياتها ومكي من كادُقلي للتحية. ونُشر في "لقاء الأصدقاء" مواقف شاركها الأصدقاء من أمدرمان وكسلا والرهد والجنيد وشندي.
مواضيع المدن في المجلة
الجديد بالذكر أنه بالإضافة لانتشار أصدقاء المجلة في ربوع السودان تنوعت مواضيع المجلة أيضاً، لتعكس ذلك الانتشار والتنوّع، فلا يخلو كل عدد من قصة أو موضوع يتناول أحد مديريات ومدن السودان. من الأمثلة على ذلك مقال إحسان المبارك، التي كتبت فيه عن رحلتها من مدينة الخرطوم إلى مدينة كسلا مروراً بمدني والقضارف وحلفا الجديدة، وصولًا إلى درة الشرق. وصفت إحسان طبيعة المدينة الغنية المتمثلة في جبال التاكا وعين توتيل العذبة، ثم منها إلى سوق المدينة الذي يحوي المنتوجات والتي تعكس الموارد الغنية التي تشتهر بها المدينة؛ كحبال السعف والخناجر والسيوف والمنتجات الفخارية. ثم تطرَّقت إلى المصانع في كسلا، وعدَّدت بعض المصانع التي تنتج الكثير الصناعات المحلية والتي يتم تصديرها خارجياً. ونجد في أعداد أخرى مواضيع مماثلة عن جوبا وكادُقلي وكوستي وغيرها.
تتعدى أهمية نشر مثل هذه المواضيع عن المدن المختلفة التعريف ونشر معلومات عن المدن، بل تكمن أيضاً في توسيع مفهوم المدينة للطفل الذي يتلخَّص إدراكه للمدينة في محيطه المباشر. وربما بذلك نجد أن الارتباط بين "أصدقاء الصبيان" ومختلف مدن السودان هو ارتباط وثيق يتعدى كونه تعداداً لأسماء مدن، بل هي معرفة أعمق لطبيعة كل مدينة وساكنيها.
جميع الصور في هذا المعرض من موقع ذاكرة السودان

تاريخ مختصر للمجلة
تأسَّست مجلة الصبيان في العام ١٩٤٦م في مكتب النشر بمعهد التربية بخت الرضا بقيادة الأستاذ عوض ساتي، والتي كانت بمثابة مُعلِّمٍ ومربٍّ لما كان يُنشر فيها من مواضيع وقصص هادفة. افتتح فيها العم سرور كل عدد بكلمات تحمل في طياتها الكثير من الحكمة. ولطالما كانت مجلة الصبيان خير جليس وأنيس لأبناء وبنات السودان، وتظلّ مكانتها عند أصدقائها وقرّائها خاصةً ومُحبَّبة إلى قلوبهم.
أصدقاء الصبيان
اختلف أصدقاء الصبيان، فمنهم من كان يقرؤها أسبوعياً ومنهم من كان ينتظرها شهرياً، ومنهم من وجد أعداداً مخزَّنة يحفها التراب في منازلهم وتناولوها ليقرأوا أعدادها الكثيرة متتابعة.
لم يقتصر محيط أصدقاء الصبيان على الخرطوم، بل وصلت المجلة للأصدقاء في جميع مدن السودان وأطرافه، ظهر ذلك في ترحيب العمة الزهراء في فقرة "مرحباً أصدقاء الصبيان"، والتي كتب إليها الأطفال للتحية أو للمشاركة بصورة من عطلتهم الصيفية، أو لحكاية قصة، أو نكتة أو معاتبين لعدم نشر مشاركاتهم في العدد. كتب إليها رمضان من كريمة والتجاني من نيالا لنشر صورتهم الشخصية ونبوية من الديوم للاستفسار عن موعد المسابقة وسعاد من بُرّي لمشاركة هواياتها ومكي من كادُقلي للتحية. ونُشر في "لقاء الأصدقاء" مواقف شاركها الأصدقاء من أمدرمان وكسلا والرهد والجنيد وشندي.
مواضيع المدن في المجلة
الجديد بالذكر أنه بالإضافة لانتشار أصدقاء المجلة في ربوع السودان تنوعت مواضيع المجلة أيضاً، لتعكس ذلك الانتشار والتنوّع، فلا يخلو كل عدد من قصة أو موضوع يتناول أحد مديريات ومدن السودان. من الأمثلة على ذلك مقال إحسان المبارك، التي كتبت فيه عن رحلتها من مدينة الخرطوم إلى مدينة كسلا مروراً بمدني والقضارف وحلفا الجديدة، وصولًا إلى درة الشرق. وصفت إحسان طبيعة المدينة الغنية المتمثلة في جبال التاكا وعين توتيل العذبة، ثم منها إلى سوق المدينة الذي يحوي المنتوجات والتي تعكس الموارد الغنية التي تشتهر بها المدينة؛ كحبال السعف والخناجر والسيوف والمنتجات الفخارية. ثم تطرَّقت إلى المصانع في كسلا، وعدَّدت بعض المصانع التي تنتج الكثير الصناعات المحلية والتي يتم تصديرها خارجياً. ونجد في أعداد أخرى مواضيع مماثلة عن جوبا وكادُقلي وكوستي وغيرها.
تتعدى أهمية نشر مثل هذه المواضيع عن المدن المختلفة التعريف ونشر معلومات عن المدن، بل تكمن أيضاً في توسيع مفهوم المدينة للطفل الذي يتلخَّص إدراكه للمدينة في محيطه المباشر. وربما بذلك نجد أن الارتباط بين "أصدقاء الصبيان" ومختلف مدن السودان هو ارتباط وثيق يتعدى كونه تعداداً لأسماء مدن، بل هي معرفة أعمق لطبيعة كل مدينة وساكنيها.
جميع الصور في هذا المعرض من موقع ذاكرة السودان

مدينة داخل مدينة

مدينة داخل مدينة
قبل أيام، كنت أتصفَّح جهاز الكمبيوتر الشخصي وملفات الصور الكثيرة المخزنة بها، ووقعتُ على ملفٍّ ذكرني بحياة أصدقائي الأثيوبيين والإرتريين في الخرطوم. الصور كانت قد أُخِذَت خلال زياراتي المتعدِّدة لهم في كلٍّ من حي الصحافة والجريف، وهي أحياء في الخرطوم معروفة بوجود جالية كبيرة من المهاجرين الإثيوبيين والإريتريين. بينما كنا نتجول في حي الجريف وسط المحلات والمطاعم ذات اللافتات المكتوبة بحروف كبيرة بلغة الأمهرة، والتي كانت تبيع منتجاتهم من طعام وملابس وعطور ومستحضرات الشعر، كنت أشعر دوماً بأننا في مدينة داخل المدينة، وكأنهم أعادوا إنشاء مجتمعٍ جديد، يتماسَك خلال السلع التقليدية في ثقافتهم كمحاولة للبقاء في أرضٍ جديدة وفي الغالب مؤقتة.
وأغلب الإثيوبيين والإرتريين الذين قابلتهم داخل وخارج البلاد لديهم حبٌّ كبير لأوطانهم، وهم ينحدرون من نفس القبائل على طول الشريط الحدودي المشترك الذي يعبرونه في رحلة محفوفة بالمخاطر، بحثاً عن حياة أفضل في أوربا أو أمريكا، وبعضهم يلحق بعائلاتهم المسقرة في الخرطوم.
بينما كانت علاقاتهم جيدة مع المواطنين السودانيين، كان أصدقائي كثيراً ما يشكون مضايقات أفراد الشرطة، واستغلالهم تحت ذريعة تطبيق قانون المهاجرين.
تذكَّرت أجراس وإنشاد الكنيسة الأرثودكسية لساعات أيام الأحاد في الخرطوم 2، مع كل ذاك الزحام، وتلك الضجّة من المصلين، بثيابهم البيضاء والبدلات وأطفالهم. وكان الباعة الإثيوبيين يصطفون خارج الكنيسة بمنتجاتهم التقليدية من توابل وحبوب والعديد المنتجات بطيفٍ من الألوان معروضة في الشارع، وأيضاً جالت بذاكرتي ترانيم الكنيسة البروتستانتية الأكثر تقشفاً، وهو مبنىً كانوا يتشاركونه مع البروتستنتات السودانيين من جبال النوبة.
هذه جالية خَلَقَت لنفسها مساحة تربطها بالوطن، ومع هذا، كانت منفتحة على مُضيفتها؛ حيث أصبَحَت أطباقهم التقليدية، مثل الزغني والإنجيرا، معروفة لدى السودانيين. كما إن طقوس القهوة الإثيوبية، بأبخرة بخورها ومقبّلاتها ومستلزماتها، من أواني ومقاعد وطاولات منخفضة؛ أصبح مظهراً مألوفاً في الخرطوم.
منذ اندلاع الحرب، أُجبِرَ هؤلاء المهاجرين على النزوح لولايات آمنة، مثلما اضطر أغلب السكان، أو العودة لأوطانهم.
فكرة مدينة داخل المدينة، حيث يخلق الوافدون لأنفسهم مساحات تربطهم بأوطانهم، ويمارسون فيها عاداتهم الموروثة، هي عملية انسيابية، لا تحدث بمعزل من الناس. والمكان الذي احتواهم، حيث أن الوافد يأتي بمفرده وبمعزل عن جذوره التي كانت مغروسة في أرضه، مما يقتضي عليه التكيُّف مع البيئة الجديدة التي قامت باحتوائه. هذه المدن الداخلية هي بمثابة مكان يطمئنون إليه، ويمارسون به ارتباطهم بالوطن، وهي تظهر الاختلاف بينهم وبين مضيفيهم، ولكن أيضاً تظهر الأشياء المشتركة التي تُعزِّز الترابط.
صورة الغلاف © سارة النقر، تُظهر مقبرة إثيوبية وإريترية في الصحافة
قبل أيام، كنت أتصفَّح جهاز الكمبيوتر الشخصي وملفات الصور الكثيرة المخزنة بها، ووقعتُ على ملفٍّ ذكرني بحياة أصدقائي الأثيوبيين والإرتريين في الخرطوم. الصور كانت قد أُخِذَت خلال زياراتي المتعدِّدة لهم في كلٍّ من حي الصحافة والجريف، وهي أحياء في الخرطوم معروفة بوجود جالية كبيرة من المهاجرين الإثيوبيين والإريتريين. بينما كنا نتجول في حي الجريف وسط المحلات والمطاعم ذات اللافتات المكتوبة بحروف كبيرة بلغة الأمهرة، والتي كانت تبيع منتجاتهم من طعام وملابس وعطور ومستحضرات الشعر، كنت أشعر دوماً بأننا في مدينة داخل المدينة، وكأنهم أعادوا إنشاء مجتمعٍ جديد، يتماسَك خلال السلع التقليدية في ثقافتهم كمحاولة للبقاء في أرضٍ جديدة وفي الغالب مؤقتة.
وأغلب الإثيوبيين والإرتريين الذين قابلتهم داخل وخارج البلاد لديهم حبٌّ كبير لأوطانهم، وهم ينحدرون من نفس القبائل على طول الشريط الحدودي المشترك الذي يعبرونه في رحلة محفوفة بالمخاطر، بحثاً عن حياة أفضل في أوربا أو أمريكا، وبعضهم يلحق بعائلاتهم المسقرة في الخرطوم.
بينما كانت علاقاتهم جيدة مع المواطنين السودانيين، كان أصدقائي كثيراً ما يشكون مضايقات أفراد الشرطة، واستغلالهم تحت ذريعة تطبيق قانون المهاجرين.
تذكَّرت أجراس وإنشاد الكنيسة الأرثودكسية لساعات أيام الأحاد في الخرطوم 2، مع كل ذاك الزحام، وتلك الضجّة من المصلين، بثيابهم البيضاء والبدلات وأطفالهم. وكان الباعة الإثيوبيين يصطفون خارج الكنيسة بمنتجاتهم التقليدية من توابل وحبوب والعديد المنتجات بطيفٍ من الألوان معروضة في الشارع، وأيضاً جالت بذاكرتي ترانيم الكنيسة البروتستانتية الأكثر تقشفاً، وهو مبنىً كانوا يتشاركونه مع البروتستنتات السودانيين من جبال النوبة.
هذه جالية خَلَقَت لنفسها مساحة تربطها بالوطن، ومع هذا، كانت منفتحة على مُضيفتها؛ حيث أصبَحَت أطباقهم التقليدية، مثل الزغني والإنجيرا، معروفة لدى السودانيين. كما إن طقوس القهوة الإثيوبية، بأبخرة بخورها ومقبّلاتها ومستلزماتها، من أواني ومقاعد وطاولات منخفضة؛ أصبح مظهراً مألوفاً في الخرطوم.
منذ اندلاع الحرب، أُجبِرَ هؤلاء المهاجرين على النزوح لولايات آمنة، مثلما اضطر أغلب السكان، أو العودة لأوطانهم.
فكرة مدينة داخل المدينة، حيث يخلق الوافدون لأنفسهم مساحات تربطهم بأوطانهم، ويمارسون فيها عاداتهم الموروثة، هي عملية انسيابية، لا تحدث بمعزل من الناس. والمكان الذي احتواهم، حيث أن الوافد يأتي بمفرده وبمعزل عن جذوره التي كانت مغروسة في أرضه، مما يقتضي عليه التكيُّف مع البيئة الجديدة التي قامت باحتوائه. هذه المدن الداخلية هي بمثابة مكان يطمئنون إليه، ويمارسون به ارتباطهم بالوطن، وهي تظهر الاختلاف بينهم وبين مضيفيهم، ولكن أيضاً تظهر الأشياء المشتركة التي تُعزِّز الترابط.
صورة الغلاف © سارة النقر، تُظهر مقبرة إثيوبية وإريترية في الصحافة

قبل أيام، كنت أتصفَّح جهاز الكمبيوتر الشخصي وملفات الصور الكثيرة المخزنة بها، ووقعتُ على ملفٍّ ذكرني بحياة أصدقائي الأثيوبيين والإرتريين في الخرطوم. الصور كانت قد أُخِذَت خلال زياراتي المتعدِّدة لهم في كلٍّ من حي الصحافة والجريف، وهي أحياء في الخرطوم معروفة بوجود جالية كبيرة من المهاجرين الإثيوبيين والإريتريين. بينما كنا نتجول في حي الجريف وسط المحلات والمطاعم ذات اللافتات المكتوبة بحروف كبيرة بلغة الأمهرة، والتي كانت تبيع منتجاتهم من طعام وملابس وعطور ومستحضرات الشعر، كنت أشعر دوماً بأننا في مدينة داخل المدينة، وكأنهم أعادوا إنشاء مجتمعٍ جديد، يتماسَك خلال السلع التقليدية في ثقافتهم كمحاولة للبقاء في أرضٍ جديدة وفي الغالب مؤقتة.
وأغلب الإثيوبيين والإرتريين الذين قابلتهم داخل وخارج البلاد لديهم حبٌّ كبير لأوطانهم، وهم ينحدرون من نفس القبائل على طول الشريط الحدودي المشترك الذي يعبرونه في رحلة محفوفة بالمخاطر، بحثاً عن حياة أفضل في أوربا أو أمريكا، وبعضهم يلحق بعائلاتهم المسقرة في الخرطوم.
بينما كانت علاقاتهم جيدة مع المواطنين السودانيين، كان أصدقائي كثيراً ما يشكون مضايقات أفراد الشرطة، واستغلالهم تحت ذريعة تطبيق قانون المهاجرين.
تذكَّرت أجراس وإنشاد الكنيسة الأرثودكسية لساعات أيام الأحاد في الخرطوم 2، مع كل ذاك الزحام، وتلك الضجّة من المصلين، بثيابهم البيضاء والبدلات وأطفالهم. وكان الباعة الإثيوبيين يصطفون خارج الكنيسة بمنتجاتهم التقليدية من توابل وحبوب والعديد المنتجات بطيفٍ من الألوان معروضة في الشارع، وأيضاً جالت بذاكرتي ترانيم الكنيسة البروتستانتية الأكثر تقشفاً، وهو مبنىً كانوا يتشاركونه مع البروتستنتات السودانيين من جبال النوبة.
هذه جالية خَلَقَت لنفسها مساحة تربطها بالوطن، ومع هذا، كانت منفتحة على مُضيفتها؛ حيث أصبَحَت أطباقهم التقليدية، مثل الزغني والإنجيرا، معروفة لدى السودانيين. كما إن طقوس القهوة الإثيوبية، بأبخرة بخورها ومقبّلاتها ومستلزماتها، من أواني ومقاعد وطاولات منخفضة؛ أصبح مظهراً مألوفاً في الخرطوم.
منذ اندلاع الحرب، أُجبِرَ هؤلاء المهاجرين على النزوح لولايات آمنة، مثلما اضطر أغلب السكان، أو العودة لأوطانهم.
فكرة مدينة داخل المدينة، حيث يخلق الوافدون لأنفسهم مساحات تربطهم بأوطانهم، ويمارسون فيها عاداتهم الموروثة، هي عملية انسيابية، لا تحدث بمعزل من الناس. والمكان الذي احتواهم، حيث أن الوافد يأتي بمفرده وبمعزل عن جذوره التي كانت مغروسة في أرضه، مما يقتضي عليه التكيُّف مع البيئة الجديدة التي قامت باحتوائه. هذه المدن الداخلية هي بمثابة مكان يطمئنون إليه، ويمارسون به ارتباطهم بالوطن، وهي تظهر الاختلاف بينهم وبين مضيفيهم، ولكن أيضاً تظهر الأشياء المشتركة التي تُعزِّز الترابط.
صورة الغلاف © سارة النقر، تُظهر مقبرة إثيوبية وإريترية في الصحافة

مساكن كردفان
.jpeg)
مساكن كردفان
سُكَّان كردفان هم خليط من الإثنيات والقبائل المتنوعة، يبدأ تاريخ الجغرافيا السكانية لكردفان بدخول مختلف السكان إلى المنطقة، والذين وفدوا من الغرب عبر ليبيا ودارفور، ومن الشرق عن طريق النيل، واستوطنوا هذه البلاد واختلطوا بالسكان الأصليين: قبائل الأبَّالة والبقارة والنوبة وغيرها. كما شهدت مدينة الأبيض تغييراً ديموغرافيَّاً آخر في القرن التاسع عشر، خلال العهد التركي، بتوافد جاليات أجنبية كالأغاريق والشوام والأقباط و الهنود والأرمن.
من ناحية اقتصادية يمكن تقسيم سكان كردفان إلى قسمين:
"أهل الدار" وهم السكان المستقرون في المدن والقرى والحلال (حلة)، و يمتهنون العمالة الحضرية والزراعة والبستنة وتربية الحيوانات.
أهل المرحال، وهم رعاة الحيوانات، كالأبَّالة، وهم الذين يمتهنون تربية ورعاية الإبل. يرتحل الرجال على الجمال وتركب النساء الجمال المحفّلة. كذلك توجد قبائل البقارة وهي القبائل التي يمتهنون تربية ورعاية الأبقار، حيث يركب الرجال الثيران والخيل والحمير، وتركب النساء كذلك الثيران المُحفّلة. ويستخدم الرحل عدة وسائل لنقل موادهم الغذائية ومعدات المنزل وحتى الشعب التي تستخدم لبناء المنازل المؤقتة.
تغيَّرت وتطوَّرت مدينة الأبيض على مدى السنوات، كانت أحياء المدينة القديمة عبارة عن زرائب مُسوَّرة بالشوك، وداخل كلّ زريبة توجد مجموعة من القطاطي والكرنك والرواكيب وغيرها من أجزاء البيت. قُسِّمت المدينة إلى خمس مناطق حول الخور الذي يجري في المنتصف. أما تشكيل المدينة الحالي فقد حدث في فترات الحكم والاستعمار المختلفة.
سُكَّان كردفان هم خليط من الإثنيات والقبائل المتنوعة، يبدأ تاريخ الجغرافيا السكانية لكردفان بدخول مختلف السكان إلى المنطقة، والذين وفدوا من الغرب عبر ليبيا ودارفور، ومن الشرق عن طريق النيل، واستوطنوا هذه البلاد واختلطوا بالسكان الأصليين: قبائل الأبَّالة والبقارة والنوبة وغيرها. كما شهدت مدينة الأبيض تغييراً ديموغرافيَّاً آخر في القرن التاسع عشر، خلال العهد التركي، بتوافد جاليات أجنبية كالأغاريق والشوام والأقباط و الهنود والأرمن.
من ناحية اقتصادية يمكن تقسيم سكان كردفان إلى قسمين:
"أهل الدار" وهم السكان المستقرون في المدن والقرى والحلال (حلة)، و يمتهنون العمالة الحضرية والزراعة والبستنة وتربية الحيوانات.
أهل المرحال، وهم رعاة الحيوانات، كالأبَّالة، وهم الذين يمتهنون تربية ورعاية الإبل. يرتحل الرجال على الجمال وتركب النساء الجمال المحفّلة. كذلك توجد قبائل البقارة وهي القبائل التي يمتهنون تربية ورعاية الأبقار، حيث يركب الرجال الثيران والخيل والحمير، وتركب النساء كذلك الثيران المُحفّلة. ويستخدم الرحل عدة وسائل لنقل موادهم الغذائية ومعدات المنزل وحتى الشعب التي تستخدم لبناء المنازل المؤقتة.
تغيَّرت وتطوَّرت مدينة الأبيض على مدى السنوات، كانت أحياء المدينة القديمة عبارة عن زرائب مُسوَّرة بالشوك، وداخل كلّ زريبة توجد مجموعة من القطاطي والكرنك والرواكيب وغيرها من أجزاء البيت. قُسِّمت المدينة إلى خمس مناطق حول الخور الذي يجري في المنتصف. أما تشكيل المدينة الحالي فقد حدث في فترات الحكم والاستعمار المختلفة.
.jpeg)
سُكَّان كردفان هم خليط من الإثنيات والقبائل المتنوعة، يبدأ تاريخ الجغرافيا السكانية لكردفان بدخول مختلف السكان إلى المنطقة، والذين وفدوا من الغرب عبر ليبيا ودارفور، ومن الشرق عن طريق النيل، واستوطنوا هذه البلاد واختلطوا بالسكان الأصليين: قبائل الأبَّالة والبقارة والنوبة وغيرها. كما شهدت مدينة الأبيض تغييراً ديموغرافيَّاً آخر في القرن التاسع عشر، خلال العهد التركي، بتوافد جاليات أجنبية كالأغاريق والشوام والأقباط و الهنود والأرمن.
من ناحية اقتصادية يمكن تقسيم سكان كردفان إلى قسمين:
"أهل الدار" وهم السكان المستقرون في المدن والقرى والحلال (حلة)، و يمتهنون العمالة الحضرية والزراعة والبستنة وتربية الحيوانات.
أهل المرحال، وهم رعاة الحيوانات، كالأبَّالة، وهم الذين يمتهنون تربية ورعاية الإبل. يرتحل الرجال على الجمال وتركب النساء الجمال المحفّلة. كذلك توجد قبائل البقارة وهي القبائل التي يمتهنون تربية ورعاية الأبقار، حيث يركب الرجال الثيران والخيل والحمير، وتركب النساء كذلك الثيران المُحفّلة. ويستخدم الرحل عدة وسائل لنقل موادهم الغذائية ومعدات المنزل وحتى الشعب التي تستخدم لبناء المنازل المؤقتة.
تغيَّرت وتطوَّرت مدينة الأبيض على مدى السنوات، كانت أحياء المدينة القديمة عبارة عن زرائب مُسوَّرة بالشوك، وداخل كلّ زريبة توجد مجموعة من القطاطي والكرنك والرواكيب وغيرها من أجزاء البيت. قُسِّمت المدينة إلى خمس مناطق حول الخور الذي يجري في المنتصف. أما تشكيل المدينة الحالي فقد حدث في فترات الحكم والاستعمار المختلفة.

الأرض المتحركة
.jpeg)
الأرض المتحركة
ماذا تعني المدينة؟ عندما سألنا أحد سكان حي الحاج يوسف القديم عما إذا كان يعتبر حيَّهُ مدينةً، قال نعم. سألناه عن السبب، فقال إن السبب هو أن مجموعة كبيرة من الأجانب قد انتقلت الآن إلى الحي. كان الحاج يوسف في الأصل قرية تقع إلى الشمال من الخرطوم واختفت بسبب التوسع العمراني للمدينة. طَرَحتُ السؤال نفسه على أحد سكان قرية الشقيلاب، وهي قرية أخرى امتدت إليها المدينة في السنوات الأخيرة. كانت إجابته أن تغير معيشة السكان وإعادة تخطيط قريتهم جعلها مدينة. للحكومات أيضاً طرقها الخاصة في تحديد ماهية المدينة. فعادةً ما يكون عدد السكان في منطقة ما من الأرض هو المؤشر الرئيسي؛ وأحياناً يكون المؤشر هو أنواع الخدمات في المنطقة وحجمها، والتي تحددها أيضاً الكثافة السكانية لمنطقة جغرافية معينة لأن الخدمات يتم تحديدها لخدمة منطقة تجمع سكاني معين. ومع ذلك، فإن المفهوم المتفق عليه للمدينة هو أنها قطعة أرض ثابتة تتوسع وتنمو وتتغير لأسباب مختلفة، بما في ذلك التغيرات الاجتماعية والسياسية.
إن أحداث عام ٢٠٢٣ في السودان قد غيَّرت قواعد اللعبة. بحلول أبريل/نيسان ٢٠٢٤ أي بعد عام واحد بالضبط من بداية الحرب، كان قد نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، أي ما يقرب من ربع سكان السودان بالكامل، وفقاً لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة. هذا هو حجم سكان ما يُسمَّى "المدينة الضخمة" أو نحو عشرين مدينة عادية الحجم. إن استخدام المدينة كمقياس أمر بالغ الأهمية هنا، حيث أن وجود المدن واستدامتها يتطلب مستوى معين من البنية التحتية والقدرات والحوكمة وإنتاج الغذاء والخدمات الأساسية. لا يزال أكثر من ٨٠% من النازحين داخل السودان، حيث أنهم اندمجوا في قرى وبلدات ومدن صغيرة أخرى كانت ضعيفة التطور أصلاً. هذا العدد الكبير من السكان الجدد قد أرهق قدرة هذه المستوطنات وبالتالي يهدد البلاد بأكملها بأكبر أزمة إنسانية في العالم، وحالة حرجة من الأمن الغذائي والمجاعة.
لننظر الآن إلى نفس المشكلة من زاوية مختلفة. غالبية السكان النازحين هم من سكان المدن، كانوا قد نزحوا من ثلاث من أكبر المدن في السودان: الخرطوم وود مدني ونيالا. ومع ذلك، فإن معظم سكان السودان هم في الواقع من سكان الريف؛ مثل المزارعين والرعاة. هذه المجتمعات أيضاً تأثَّرت بالنزاع، حيث عطَّلت الحرب سبل عيشهم وأنماط حياتهم وطرق تنقلهم. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى المقارنة بين نمط حياة البدو الرحل، الذي ينطوي على التنقل الطوعي، والتنقل الناجم عن النزاع.
يتنقل البدو الرحل بأعداد كبيرة، وغالباً ما يكونون مصحوبين بمواشيهم التي يمكن أن تغطي مساحة مستوطنات صغيرة. وعلى غرار النازحين الحاليين، يمكن اعتبار السكان البدو الرحل قِطَعَاً متنقِّلة من الأرض. الرعاة يجوبون الأرض منذ قرون، إن لم يكن منذ آلاف السنين. وهم يعملون إلى حدٍّ كبير مثل المستوطنات الثابتة المنتظمة، حيث يَنمُون ويتقلص حجمهم. ولديهم خدمات متنقلة كاملة تلبّي احتياجات هذا العدد من الناس والحيوانات، على الرغم من أن نوع البنية التحتية المطلوبة للبدو الرحَّل تَختلف بوضوح عن المستوطنة المستقرة. فلا يزال لديهم خبراء طبيون وبيئيون، وطرق للتنقل والسكن وأنظمة حوكمة.
تُعتَبَر قوانين الأراضي المجتمعية والعرفية مسألة معقدة للغاية، لذا لن يكون من المجدي إدراجها في هذا النص. ومع ذلك، فإن الحاجة للأرض المطلوبة لإيواء جميع احتياجات البدو الرحل ستكون موجودة دائماً. إذا أخذنا استخدام الأرض أو الحق في شغل الأرض لفترات زمنية معينة كشكل من أشكال الملكية المؤقتة، فإن هذه الملكية الموسمية التي تحدث كل عام لسنوات تخلق حدوداً بين الاتفاقات العرفية والتعديات. إن الاستخدام المعني وكيفية تقاسم الموارد هي بعض من الأسباب العديدة التي تنشأ عنها الخلافات. لكن هذه الأطر تحمل أيضاً إجابات محتملة للمشاكل الحالية. ويمكن لاستعارة هذه الأطر في أن تساعد في معالجة قضايا النزوح الحالية. كيف تتحرَّك المدن؟ ما الذي يمكن أن يجعل للمدينة أربعة أرجل؟ ماذا لو استمر الناس في التنقل؟ كيف يمكن للخبراء الحضريين التعلم من الريف؟
ماذا تعني المدينة؟ عندما سألنا أحد سكان حي الحاج يوسف القديم عما إذا كان يعتبر حيَّهُ مدينةً، قال نعم. سألناه عن السبب، فقال إن السبب هو أن مجموعة كبيرة من الأجانب قد انتقلت الآن إلى الحي. كان الحاج يوسف في الأصل قرية تقع إلى الشمال من الخرطوم واختفت بسبب التوسع العمراني للمدينة. طَرَحتُ السؤال نفسه على أحد سكان قرية الشقيلاب، وهي قرية أخرى امتدت إليها المدينة في السنوات الأخيرة. كانت إجابته أن تغير معيشة السكان وإعادة تخطيط قريتهم جعلها مدينة. للحكومات أيضاً طرقها الخاصة في تحديد ماهية المدينة. فعادةً ما يكون عدد السكان في منطقة ما من الأرض هو المؤشر الرئيسي؛ وأحياناً يكون المؤشر هو أنواع الخدمات في المنطقة وحجمها، والتي تحددها أيضاً الكثافة السكانية لمنطقة جغرافية معينة لأن الخدمات يتم تحديدها لخدمة منطقة تجمع سكاني معين. ومع ذلك، فإن المفهوم المتفق عليه للمدينة هو أنها قطعة أرض ثابتة تتوسع وتنمو وتتغير لأسباب مختلفة، بما في ذلك التغيرات الاجتماعية والسياسية.
إن أحداث عام ٢٠٢٣ في السودان قد غيَّرت قواعد اللعبة. بحلول أبريل/نيسان ٢٠٢٤ أي بعد عام واحد بالضبط من بداية الحرب، كان قد نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، أي ما يقرب من ربع سكان السودان بالكامل، وفقاً لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة. هذا هو حجم سكان ما يُسمَّى "المدينة الضخمة" أو نحو عشرين مدينة عادية الحجم. إن استخدام المدينة كمقياس أمر بالغ الأهمية هنا، حيث أن وجود المدن واستدامتها يتطلب مستوى معين من البنية التحتية والقدرات والحوكمة وإنتاج الغذاء والخدمات الأساسية. لا يزال أكثر من ٨٠% من النازحين داخل السودان، حيث أنهم اندمجوا في قرى وبلدات ومدن صغيرة أخرى كانت ضعيفة التطور أصلاً. هذا العدد الكبير من السكان الجدد قد أرهق قدرة هذه المستوطنات وبالتالي يهدد البلاد بأكملها بأكبر أزمة إنسانية في العالم، وحالة حرجة من الأمن الغذائي والمجاعة.
لننظر الآن إلى نفس المشكلة من زاوية مختلفة. غالبية السكان النازحين هم من سكان المدن، كانوا قد نزحوا من ثلاث من أكبر المدن في السودان: الخرطوم وود مدني ونيالا. ومع ذلك، فإن معظم سكان السودان هم في الواقع من سكان الريف؛ مثل المزارعين والرعاة. هذه المجتمعات أيضاً تأثَّرت بالنزاع، حيث عطَّلت الحرب سبل عيشهم وأنماط حياتهم وطرق تنقلهم. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى المقارنة بين نمط حياة البدو الرحل، الذي ينطوي على التنقل الطوعي، والتنقل الناجم عن النزاع.
يتنقل البدو الرحل بأعداد كبيرة، وغالباً ما يكونون مصحوبين بمواشيهم التي يمكن أن تغطي مساحة مستوطنات صغيرة. وعلى غرار النازحين الحاليين، يمكن اعتبار السكان البدو الرحل قِطَعَاً متنقِّلة من الأرض. الرعاة يجوبون الأرض منذ قرون، إن لم يكن منذ آلاف السنين. وهم يعملون إلى حدٍّ كبير مثل المستوطنات الثابتة المنتظمة، حيث يَنمُون ويتقلص حجمهم. ولديهم خدمات متنقلة كاملة تلبّي احتياجات هذا العدد من الناس والحيوانات، على الرغم من أن نوع البنية التحتية المطلوبة للبدو الرحَّل تَختلف بوضوح عن المستوطنة المستقرة. فلا يزال لديهم خبراء طبيون وبيئيون، وطرق للتنقل والسكن وأنظمة حوكمة.
تُعتَبَر قوانين الأراضي المجتمعية والعرفية مسألة معقدة للغاية، لذا لن يكون من المجدي إدراجها في هذا النص. ومع ذلك، فإن الحاجة للأرض المطلوبة لإيواء جميع احتياجات البدو الرحل ستكون موجودة دائماً. إذا أخذنا استخدام الأرض أو الحق في شغل الأرض لفترات زمنية معينة كشكل من أشكال الملكية المؤقتة، فإن هذه الملكية الموسمية التي تحدث كل عام لسنوات تخلق حدوداً بين الاتفاقات العرفية والتعديات. إن الاستخدام المعني وكيفية تقاسم الموارد هي بعض من الأسباب العديدة التي تنشأ عنها الخلافات. لكن هذه الأطر تحمل أيضاً إجابات محتملة للمشاكل الحالية. ويمكن لاستعارة هذه الأطر في أن تساعد في معالجة قضايا النزوح الحالية. كيف تتحرَّك المدن؟ ما الذي يمكن أن يجعل للمدينة أربعة أرجل؟ ماذا لو استمر الناس في التنقل؟ كيف يمكن للخبراء الحضريين التعلم من الريف؟
.jpeg)
ماذا تعني المدينة؟ عندما سألنا أحد سكان حي الحاج يوسف القديم عما إذا كان يعتبر حيَّهُ مدينةً، قال نعم. سألناه عن السبب، فقال إن السبب هو أن مجموعة كبيرة من الأجانب قد انتقلت الآن إلى الحي. كان الحاج يوسف في الأصل قرية تقع إلى الشمال من الخرطوم واختفت بسبب التوسع العمراني للمدينة. طَرَحتُ السؤال نفسه على أحد سكان قرية الشقيلاب، وهي قرية أخرى امتدت إليها المدينة في السنوات الأخيرة. كانت إجابته أن تغير معيشة السكان وإعادة تخطيط قريتهم جعلها مدينة. للحكومات أيضاً طرقها الخاصة في تحديد ماهية المدينة. فعادةً ما يكون عدد السكان في منطقة ما من الأرض هو المؤشر الرئيسي؛ وأحياناً يكون المؤشر هو أنواع الخدمات في المنطقة وحجمها، والتي تحددها أيضاً الكثافة السكانية لمنطقة جغرافية معينة لأن الخدمات يتم تحديدها لخدمة منطقة تجمع سكاني معين. ومع ذلك، فإن المفهوم المتفق عليه للمدينة هو أنها قطعة أرض ثابتة تتوسع وتنمو وتتغير لأسباب مختلفة، بما في ذلك التغيرات الاجتماعية والسياسية.
إن أحداث عام ٢٠٢٣ في السودان قد غيَّرت قواعد اللعبة. بحلول أبريل/نيسان ٢٠٢٤ أي بعد عام واحد بالضبط من بداية الحرب، كان قد نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، أي ما يقرب من ربع سكان السودان بالكامل، وفقاً لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة. هذا هو حجم سكان ما يُسمَّى "المدينة الضخمة" أو نحو عشرين مدينة عادية الحجم. إن استخدام المدينة كمقياس أمر بالغ الأهمية هنا، حيث أن وجود المدن واستدامتها يتطلب مستوى معين من البنية التحتية والقدرات والحوكمة وإنتاج الغذاء والخدمات الأساسية. لا يزال أكثر من ٨٠% من النازحين داخل السودان، حيث أنهم اندمجوا في قرى وبلدات ومدن صغيرة أخرى كانت ضعيفة التطور أصلاً. هذا العدد الكبير من السكان الجدد قد أرهق قدرة هذه المستوطنات وبالتالي يهدد البلاد بأكملها بأكبر أزمة إنسانية في العالم، وحالة حرجة من الأمن الغذائي والمجاعة.
لننظر الآن إلى نفس المشكلة من زاوية مختلفة. غالبية السكان النازحين هم من سكان المدن، كانوا قد نزحوا من ثلاث من أكبر المدن في السودان: الخرطوم وود مدني ونيالا. ومع ذلك، فإن معظم سكان السودان هم في الواقع من سكان الريف؛ مثل المزارعين والرعاة. هذه المجتمعات أيضاً تأثَّرت بالنزاع، حيث عطَّلت الحرب سبل عيشهم وأنماط حياتهم وطرق تنقلهم. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى المقارنة بين نمط حياة البدو الرحل، الذي ينطوي على التنقل الطوعي، والتنقل الناجم عن النزاع.
يتنقل البدو الرحل بأعداد كبيرة، وغالباً ما يكونون مصحوبين بمواشيهم التي يمكن أن تغطي مساحة مستوطنات صغيرة. وعلى غرار النازحين الحاليين، يمكن اعتبار السكان البدو الرحل قِطَعَاً متنقِّلة من الأرض. الرعاة يجوبون الأرض منذ قرون، إن لم يكن منذ آلاف السنين. وهم يعملون إلى حدٍّ كبير مثل المستوطنات الثابتة المنتظمة، حيث يَنمُون ويتقلص حجمهم. ولديهم خدمات متنقلة كاملة تلبّي احتياجات هذا العدد من الناس والحيوانات، على الرغم من أن نوع البنية التحتية المطلوبة للبدو الرحَّل تَختلف بوضوح عن المستوطنة المستقرة. فلا يزال لديهم خبراء طبيون وبيئيون، وطرق للتنقل والسكن وأنظمة حوكمة.
تُعتَبَر قوانين الأراضي المجتمعية والعرفية مسألة معقدة للغاية، لذا لن يكون من المجدي إدراجها في هذا النص. ومع ذلك، فإن الحاجة للأرض المطلوبة لإيواء جميع احتياجات البدو الرحل ستكون موجودة دائماً. إذا أخذنا استخدام الأرض أو الحق في شغل الأرض لفترات زمنية معينة كشكل من أشكال الملكية المؤقتة، فإن هذه الملكية الموسمية التي تحدث كل عام لسنوات تخلق حدوداً بين الاتفاقات العرفية والتعديات. إن الاستخدام المعني وكيفية تقاسم الموارد هي بعض من الأسباب العديدة التي تنشأ عنها الخلافات. لكن هذه الأطر تحمل أيضاً إجابات محتملة للمشاكل الحالية. ويمكن لاستعارة هذه الأطر في أن تساعد في معالجة قضايا النزوح الحالية. كيف تتحرَّك المدن؟ ما الذي يمكن أن يجعل للمدينة أربعة أرجل؟ ماذا لو استمر الناس في التنقل؟ كيف يمكن للخبراء الحضريين التعلم من الريف؟

الرحل في الساحل

الرحل في الساحل
السودان هو جزء من منطقة الساحل، وهي منطقة مناخية أفريقية مميزة تتسم بالجفاف والحرارة والشمس والأمطار الموسمية؛ ويقع في أقصى شمال أفريقيا شريط من الأمطار التي يغذيها المحيط الأطلسي والمحيط الهندي البعيد. وقد طورت هنا عدة جماعات تقاليد ثقافية غنية ومتنوعة تتماشى مع المناظر الطبيعية والحياة التي تدعمها.
تعمل المجتمعات التي تعيش في منطقة الساحل مع المناخ. فالبعض يتبعون الأمطار إلى المراعي الموسمية حيث ترعى ماشيتهم. ويعمل آخرون مع الأمطار الموسمية لزراعة المحاصيل. وكلاهما مدعوم بالمناظر الطبيعية، وكلاهما يوفر الغذاء والسلع لتبادلها في السوق ودعم الإنتاج الحرفي المحلي.
تتألف هذه المجموعة من الأفلام الوثائقية من أربعة أفلام وثائقية تُظهر تراث وثقافة القبائل الرحل المتنوعة في دارفور وكردفان, تم تصوير وإنتاج هذه المجموعة من الأفلام التوثيقية كجزء من مشروع متاحف غرب السودان المجتمعية في العام ٢٠١٩ والذي كان من المقرر في البدء عرضها في ثلاثة متاحف في جميع أنحاء السودان، متحف بيت خليفة في أم درمان، الخرطوم، متحف شيكان في الأبيض، شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا، جنوب دارفور.
تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
رعاة البقر "بقارة"
صور وافلام أرشيفية من أرشيف جامعة دورهام يعرض محتوى توثيقي لحياة رعاة البقر الرحل أو ما يعرف بقبائل البقارة في في كردفان ودارفور. صوره ادوارد قومر بولارد بين العامين ١٩٣٩ و١٩٤٤. كما يوجد بالفيلم مجموعة صور من العام ١٩٦٥ صورها قونر هالند.
ثقافة الإبل في دارفور
في هذا الفيلم الوثائقي القصير يشرح محمد حسين ضو النور، وهو مربي إبل من نيالا في جنوب دارفور (هو أيضاً مدير سوق الإبل بنيالا)، أهمية الإبل في ثقافة قبيلته ودارفور وحياة الرحل بشكل عام. صُوّر هذا الفيديو في سوق نيالا للإبل، ٢١/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
الحياة أثناء التنقل؛ قبيلة الرزيقات في دارفور.
عمدة أبكر خريف مطر، أحد قادة المجتمع المحلي في قبيلة الرزيقات يتحدث عن حياة الترحال في دارفور، وكيف تعيش القبائل الرعوية مع الطبيعة والحيوانات، ويصف مباهج ومعاني نمط حياتهم. تم تصويره في غرب نيالا، ٢٠/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
قبيلة الكبابيش
يظهر هذا الفيديو مجموعة من بدو الإبل الرحل من قبيلة الكبابيش أثناء هجرتهم الموسمية بالقرب من الجبل، شمال غرب بارا، في أرض مغطاة بالكثبان الرملية الحمراء، أثناء توجههم نحو الأبيض بشمال كردفان. في فبراير ٢٠٢١. تصوير مايكل مالينسون.
-01.jpeg)
السودان هو جزء من منطقة الساحل، وهي منطقة مناخية أفريقية مميزة تتسم بالجفاف والحرارة والشمس والأمطار الموسمية؛ ويقع في أقصى شمال أفريقيا شريط من الأمطار التي يغذيها المحيط الأطلسي والمحيط الهندي البعيد. وقد طورت هنا عدة جماعات تقاليد ثقافية غنية ومتنوعة تتماشى مع المناظر الطبيعية والحياة التي تدعمها.
تعمل المجتمعات التي تعيش في منطقة الساحل مع المناخ. فالبعض يتبعون الأمطار إلى المراعي الموسمية حيث ترعى ماشيتهم. ويعمل آخرون مع الأمطار الموسمية لزراعة المحاصيل. وكلاهما مدعوم بالمناظر الطبيعية، وكلاهما يوفر الغذاء والسلع لتبادلها في السوق ودعم الإنتاج الحرفي المحلي.
تتألف هذه المجموعة من الأفلام الوثائقية من أربعة أفلام وثائقية تُظهر تراث وثقافة القبائل الرحل المتنوعة في دارفور وكردفان, تم تصوير وإنتاج هذه المجموعة من الأفلام التوثيقية كجزء من مشروع متاحف غرب السودان المجتمعية في العام ٢٠١٩ والذي كان من المقرر في البدء عرضها في ثلاثة متاحف في جميع أنحاء السودان، متحف بيت خليفة في أم درمان، الخرطوم، متحف شيكان في الأبيض، شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا، جنوب دارفور.
تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
رعاة البقر "بقارة"
صور وافلام أرشيفية من أرشيف جامعة دورهام يعرض محتوى توثيقي لحياة رعاة البقر الرحل أو ما يعرف بقبائل البقارة في في كردفان ودارفور. صوره ادوارد قومر بولارد بين العامين ١٩٣٩ و١٩٤٤. كما يوجد بالفيلم مجموعة صور من العام ١٩٦٥ صورها قونر هالند.
ثقافة الإبل في دارفور
في هذا الفيلم الوثائقي القصير يشرح محمد حسين ضو النور، وهو مربي إبل من نيالا في جنوب دارفور (هو أيضاً مدير سوق الإبل بنيالا)، أهمية الإبل في ثقافة قبيلته ودارفور وحياة الرحل بشكل عام. صُوّر هذا الفيديو في سوق نيالا للإبل، ٢١/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
الحياة أثناء التنقل؛ قبيلة الرزيقات في دارفور.
عمدة أبكر خريف مطر، أحد قادة المجتمع المحلي في قبيلة الرزيقات يتحدث عن حياة الترحال في دارفور، وكيف تعيش القبائل الرعوية مع الطبيعة والحيوانات، ويصف مباهج ومعاني نمط حياتهم. تم تصويره في غرب نيالا، ٢٠/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
قبيلة الكبابيش
يظهر هذا الفيديو مجموعة من بدو الإبل الرحل من قبيلة الكبابيش أثناء هجرتهم الموسمية بالقرب من الجبل، شمال غرب بارا، في أرض مغطاة بالكثبان الرملية الحمراء، أثناء توجههم نحو الأبيض بشمال كردفان. في فبراير ٢٠٢١. تصوير مايكل مالينسون.
-01.jpeg)

السودان هو جزء من منطقة الساحل، وهي منطقة مناخية أفريقية مميزة تتسم بالجفاف والحرارة والشمس والأمطار الموسمية؛ ويقع في أقصى شمال أفريقيا شريط من الأمطار التي يغذيها المحيط الأطلسي والمحيط الهندي البعيد. وقد طورت هنا عدة جماعات تقاليد ثقافية غنية ومتنوعة تتماشى مع المناظر الطبيعية والحياة التي تدعمها.
تعمل المجتمعات التي تعيش في منطقة الساحل مع المناخ. فالبعض يتبعون الأمطار إلى المراعي الموسمية حيث ترعى ماشيتهم. ويعمل آخرون مع الأمطار الموسمية لزراعة المحاصيل. وكلاهما مدعوم بالمناظر الطبيعية، وكلاهما يوفر الغذاء والسلع لتبادلها في السوق ودعم الإنتاج الحرفي المحلي.
تتألف هذه المجموعة من الأفلام الوثائقية من أربعة أفلام وثائقية تُظهر تراث وثقافة القبائل الرحل المتنوعة في دارفور وكردفان, تم تصوير وإنتاج هذه المجموعة من الأفلام التوثيقية كجزء من مشروع متاحف غرب السودان المجتمعية في العام ٢٠١٩ والذي كان من المقرر في البدء عرضها في ثلاثة متاحف في جميع أنحاء السودان، متحف بيت خليفة في أم درمان، الخرطوم، متحف شيكان في الأبيض، شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا، جنوب دارفور.
تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
رعاة البقر "بقارة"
صور وافلام أرشيفية من أرشيف جامعة دورهام يعرض محتوى توثيقي لحياة رعاة البقر الرحل أو ما يعرف بقبائل البقارة في في كردفان ودارفور. صوره ادوارد قومر بولارد بين العامين ١٩٣٩ و١٩٤٤. كما يوجد بالفيلم مجموعة صور من العام ١٩٦٥ صورها قونر هالند.
ثقافة الإبل في دارفور
في هذا الفيلم الوثائقي القصير يشرح محمد حسين ضو النور، وهو مربي إبل من نيالا في جنوب دارفور (هو أيضاً مدير سوق الإبل بنيالا)، أهمية الإبل في ثقافة قبيلته ودارفور وحياة الرحل بشكل عام. صُوّر هذا الفيديو في سوق نيالا للإبل، ٢١/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
الحياة أثناء التنقل؛ قبيلة الرزيقات في دارفور.
عمدة أبكر خريف مطر، أحد قادة المجتمع المحلي في قبيلة الرزيقات يتحدث عن حياة الترحال في دارفور، وكيف تعيش القبائل الرعوية مع الطبيعة والحيوانات، ويصف مباهج ومعاني نمط حياتهم. تم تصويره في غرب نيالا، ٢٠/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
قبيلة الكبابيش
يظهر هذا الفيديو مجموعة من بدو الإبل الرحل من قبيلة الكبابيش أثناء هجرتهم الموسمية بالقرب من الجبل، شمال غرب بارا، في أرض مغطاة بالكثبان الرملية الحمراء، أثناء توجههم نحو الأبيض بشمال كردفان. في فبراير ٢٠٢١. تصوير مايكل مالينسون.
-01.jpeg)

سرير

سرير
قد أصبح معنى وما يعنيه البيت هو أمر شديد الضبابية في سودان ما بعد الحرب، فما يختار أن يتركه الناس وراءهم وما يأخذونه معهم كجزء من المنازل التي تركوها يمكن أن يعطي لمحات عما يهم حقًا.
أما السرير الذي يعد من أكثر أجزاء المنزل حميمية هو رمز للراحة والضيافة. أن يتم تقديم سرير للنوم والاتكاء هو لفتة شائعة في الأسر السودانية كضيافة وشمل الضيف في الأسرة. وبذلك يتغير أيضاً مفهوم ما هو خاص وما هو عام، حيث يتشارك الناس السكن مع الآخرين وينامون في الأماكن العامة التي يحاول الآخرون التعامل معها على أنها خاصة.
أكثر أنواع الأسرة شيوعًا في السودان هو العنقريب وهو سرير منخفض ذو إطار خشبي منسوج بأنواع مختلفة من المواد حسب المواد المتوفرة في المنطقة. يعتبر العنقريب عنصراً أساسياً في المناسبات والطقوس التراثية المختلفة مثل حفلات الزفاف والجنازات، وقد كان جزءاً من الثقافة السودانية منذ العصر البرونزي لمملكة الكرمة من١٥٥٠-١٧٥٠ قبل الميلاد، حيث كان يستخدم لدفن الناس في ذلك الوقت.

إطار خشبي لسرير؛ أقدام السرير لها حافر ثور من المملكة الحديثة، تم شراؤه من خلال: السير إرنست إيه تي واليس بادج عام ١٨٨٧
أكثر ما يميز العناقريب أنها عملية جداً ويمكن استخدامها مع أو بدون مرتبة، وهي خفيفة الوزن ويمكن حملها من قبل شخص واحد، ولهذا السبب نادراً ما تعتبر قطعة أثاث ثابتة، ويتم سحب الأسرة من الظل خلال أمسيات الصيف في شمال السودان إلى الفناء لتنام العائلات وتقضي الأمسيات في الهواء البارد، ومنظر العنقريب وهو مربوط على جانب الشاحنات هو مظهر شائع كذلك اتكائه على واجهات المحلات حيث تصبح الشوارع غرف نوم للعديد من المسافرين والمترحلين. وفي منازل الأعراس تصبح الأسرة رفوفاً لتجفيف الأطباق وسطحاً للعديد من الاستخدامات.

وسادة جلدية. على شكل ساعة رملية مع حشوات سوداء وبرتقالية على كلا الجانبين لتوسيع الشكل. مزينة بتطريز جلدي برتقالي وأسود على أحد الوجهين.
السودان؛ دارفور
أركيل، أنتوني جون [جامع ميداني ومتبرع]
المجموعة الثقافية: فلاتة إبي؛ فيلاني بدوي؛ بقرة
١٩٣٧
السرير هو أول ما يتم تجميعه وتركيبه ثم يتم بناء الخيمة حوله في كثير من مستوطنات البدو الرحل، ومفهوم الخصوصية هو الأساس حيث يتم وضع السرير في الجزء الأكثر خصوصية من المنزل المؤقت، بينما يستخدم الجانب الأمامي من الخيمة وكذلك محيط الخيمة للأنشطة المنزلية الأخرى.
عادة ما تكون هذه الأسرّة أعلى من العناقريب العادية لتوفير المزيد من الخصوصية، كما أن حجمها يأخذ حضوراً طاغياً في الخيمة.

مجموعة من النساء من قبيلة الأمبررو في نيالا يشرحن كيفية بناء المنزل ٢٠٢٠ © زينب جعفر


مطبوعتان فوتوغرافيتان (بالأبيض والأسود)؛ 1. تظهر مجموعة من السلال المنسوجة (الكيريو والعُمرة) وخلفها سرير في خيمة. أم كرارة، جنوب دارفور. 2. تظهر محفة جمل وسرير خارج خيمة.
مايو ١٩٨١
تم التصوير في: دارفور، أم كرارة
يشير بول ويلسون إلى أن هذه واحدة من مجموعة صور التقطت في أم كرارة بالقرب من الرجاج؛ معسكر الشيخ محمد سيارة أبو زكريا [رزيقات جمالة]. 1. سرير [ يسميه الجمالة "حديت"، ويسميه البقارة "دارنجال"، ويسميه الفلاتة "دارنجال" أو "لايسو" أو "فيل"] ويتكون من شرائح من الخيزران المربوطة بالجلد، ويستند على أعواد فوق الأرض بقدم. ويوجد خلف السرير بجانب قماش الخيمة عدد من السلال - كيريو + أومرا". 2. " الشبرية أو الجفنة - المحفة. وأمامها السرير / "الدارنجال"".
انظر ملف المجموعة Af1981، 18.1-70.
المجموعة الثقافية: الرزيقات
صورة الغلاف © زينب جعفر
قد أصبح معنى وما يعنيه البيت هو أمر شديد الضبابية في سودان ما بعد الحرب، فما يختار أن يتركه الناس وراءهم وما يأخذونه معهم كجزء من المنازل التي تركوها يمكن أن يعطي لمحات عما يهم حقًا.
أما السرير الذي يعد من أكثر أجزاء المنزل حميمية هو رمز للراحة والضيافة. أن يتم تقديم سرير للنوم والاتكاء هو لفتة شائعة في الأسر السودانية كضيافة وشمل الضيف في الأسرة. وبذلك يتغير أيضاً مفهوم ما هو خاص وما هو عام، حيث يتشارك الناس السكن مع الآخرين وينامون في الأماكن العامة التي يحاول الآخرون التعامل معها على أنها خاصة.
أكثر أنواع الأسرة شيوعًا في السودان هو العنقريب وهو سرير منخفض ذو إطار خشبي منسوج بأنواع مختلفة من المواد حسب المواد المتوفرة في المنطقة. يعتبر العنقريب عنصراً أساسياً في المناسبات والطقوس التراثية المختلفة مثل حفلات الزفاف والجنازات، وقد كان جزءاً من الثقافة السودانية منذ العصر البرونزي لمملكة الكرمة من١٥٥٠-١٧٥٠ قبل الميلاد، حيث كان يستخدم لدفن الناس في ذلك الوقت.

إطار خشبي لسرير؛ أقدام السرير لها حافر ثور من المملكة الحديثة، تم شراؤه من خلال: السير إرنست إيه تي واليس بادج عام ١٨٨٧
أكثر ما يميز العناقريب أنها عملية جداً ويمكن استخدامها مع أو بدون مرتبة، وهي خفيفة الوزن ويمكن حملها من قبل شخص واحد، ولهذا السبب نادراً ما تعتبر قطعة أثاث ثابتة، ويتم سحب الأسرة من الظل خلال أمسيات الصيف في شمال السودان إلى الفناء لتنام العائلات وتقضي الأمسيات في الهواء البارد، ومنظر العنقريب وهو مربوط على جانب الشاحنات هو مظهر شائع كذلك اتكائه على واجهات المحلات حيث تصبح الشوارع غرف نوم للعديد من المسافرين والمترحلين. وفي منازل الأعراس تصبح الأسرة رفوفاً لتجفيف الأطباق وسطحاً للعديد من الاستخدامات.

وسادة جلدية. على شكل ساعة رملية مع حشوات سوداء وبرتقالية على كلا الجانبين لتوسيع الشكل. مزينة بتطريز جلدي برتقالي وأسود على أحد الوجهين.
السودان؛ دارفور
أركيل، أنتوني جون [جامع ميداني ومتبرع]
المجموعة الثقافية: فلاتة إبي؛ فيلاني بدوي؛ بقرة
١٩٣٧
السرير هو أول ما يتم تجميعه وتركيبه ثم يتم بناء الخيمة حوله في كثير من مستوطنات البدو الرحل، ومفهوم الخصوصية هو الأساس حيث يتم وضع السرير في الجزء الأكثر خصوصية من المنزل المؤقت، بينما يستخدم الجانب الأمامي من الخيمة وكذلك محيط الخيمة للأنشطة المنزلية الأخرى.
عادة ما تكون هذه الأسرّة أعلى من العناقريب العادية لتوفير المزيد من الخصوصية، كما أن حجمها يأخذ حضوراً طاغياً في الخيمة.

مجموعة من النساء من قبيلة الأمبررو في نيالا يشرحن كيفية بناء المنزل ٢٠٢٠ © زينب جعفر


مطبوعتان فوتوغرافيتان (بالأبيض والأسود)؛ 1. تظهر مجموعة من السلال المنسوجة (الكيريو والعُمرة) وخلفها سرير في خيمة. أم كرارة، جنوب دارفور. 2. تظهر محفة جمل وسرير خارج خيمة.
مايو ١٩٨١
تم التصوير في: دارفور، أم كرارة
يشير بول ويلسون إلى أن هذه واحدة من مجموعة صور التقطت في أم كرارة بالقرب من الرجاج؛ معسكر الشيخ محمد سيارة أبو زكريا [رزيقات جمالة]. 1. سرير [ يسميه الجمالة "حديت"، ويسميه البقارة "دارنجال"، ويسميه الفلاتة "دارنجال" أو "لايسو" أو "فيل"] ويتكون من شرائح من الخيزران المربوطة بالجلد، ويستند على أعواد فوق الأرض بقدم. ويوجد خلف السرير بجانب قماش الخيمة عدد من السلال - كيريو + أومرا". 2. " الشبرية أو الجفنة - المحفة. وأمامها السرير / "الدارنجال"".
انظر ملف المجموعة Af1981، 18.1-70.
المجموعة الثقافية: الرزيقات
صورة الغلاف © زينب جعفر

قد أصبح معنى وما يعنيه البيت هو أمر شديد الضبابية في سودان ما بعد الحرب، فما يختار أن يتركه الناس وراءهم وما يأخذونه معهم كجزء من المنازل التي تركوها يمكن أن يعطي لمحات عما يهم حقًا.
أما السرير الذي يعد من أكثر أجزاء المنزل حميمية هو رمز للراحة والضيافة. أن يتم تقديم سرير للنوم والاتكاء هو لفتة شائعة في الأسر السودانية كضيافة وشمل الضيف في الأسرة. وبذلك يتغير أيضاً مفهوم ما هو خاص وما هو عام، حيث يتشارك الناس السكن مع الآخرين وينامون في الأماكن العامة التي يحاول الآخرون التعامل معها على أنها خاصة.
أكثر أنواع الأسرة شيوعًا في السودان هو العنقريب وهو سرير منخفض ذو إطار خشبي منسوج بأنواع مختلفة من المواد حسب المواد المتوفرة في المنطقة. يعتبر العنقريب عنصراً أساسياً في المناسبات والطقوس التراثية المختلفة مثل حفلات الزفاف والجنازات، وقد كان جزءاً من الثقافة السودانية منذ العصر البرونزي لمملكة الكرمة من١٥٥٠-١٧٥٠ قبل الميلاد، حيث كان يستخدم لدفن الناس في ذلك الوقت.

إطار خشبي لسرير؛ أقدام السرير لها حافر ثور من المملكة الحديثة، تم شراؤه من خلال: السير إرنست إيه تي واليس بادج عام ١٨٨٧
أكثر ما يميز العناقريب أنها عملية جداً ويمكن استخدامها مع أو بدون مرتبة، وهي خفيفة الوزن ويمكن حملها من قبل شخص واحد، ولهذا السبب نادراً ما تعتبر قطعة أثاث ثابتة، ويتم سحب الأسرة من الظل خلال أمسيات الصيف في شمال السودان إلى الفناء لتنام العائلات وتقضي الأمسيات في الهواء البارد، ومنظر العنقريب وهو مربوط على جانب الشاحنات هو مظهر شائع كذلك اتكائه على واجهات المحلات حيث تصبح الشوارع غرف نوم للعديد من المسافرين والمترحلين. وفي منازل الأعراس تصبح الأسرة رفوفاً لتجفيف الأطباق وسطحاً للعديد من الاستخدامات.

وسادة جلدية. على شكل ساعة رملية مع حشوات سوداء وبرتقالية على كلا الجانبين لتوسيع الشكل. مزينة بتطريز جلدي برتقالي وأسود على أحد الوجهين.
السودان؛ دارفور
أركيل، أنتوني جون [جامع ميداني ومتبرع]
المجموعة الثقافية: فلاتة إبي؛ فيلاني بدوي؛ بقرة
١٩٣٧
السرير هو أول ما يتم تجميعه وتركيبه ثم يتم بناء الخيمة حوله في كثير من مستوطنات البدو الرحل، ومفهوم الخصوصية هو الأساس حيث يتم وضع السرير في الجزء الأكثر خصوصية من المنزل المؤقت، بينما يستخدم الجانب الأمامي من الخيمة وكذلك محيط الخيمة للأنشطة المنزلية الأخرى.
عادة ما تكون هذه الأسرّة أعلى من العناقريب العادية لتوفير المزيد من الخصوصية، كما أن حجمها يأخذ حضوراً طاغياً في الخيمة.

مجموعة من النساء من قبيلة الأمبررو في نيالا يشرحن كيفية بناء المنزل ٢٠٢٠ © زينب جعفر


مطبوعتان فوتوغرافيتان (بالأبيض والأسود)؛ 1. تظهر مجموعة من السلال المنسوجة (الكيريو والعُمرة) وخلفها سرير في خيمة. أم كرارة، جنوب دارفور. 2. تظهر محفة جمل وسرير خارج خيمة.
مايو ١٩٨١
تم التصوير في: دارفور، أم كرارة
يشير بول ويلسون إلى أن هذه واحدة من مجموعة صور التقطت في أم كرارة بالقرب من الرجاج؛ معسكر الشيخ محمد سيارة أبو زكريا [رزيقات جمالة]. 1. سرير [ يسميه الجمالة "حديت"، ويسميه البقارة "دارنجال"، ويسميه الفلاتة "دارنجال" أو "لايسو" أو "فيل"] ويتكون من شرائح من الخيزران المربوطة بالجلد، ويستند على أعواد فوق الأرض بقدم. ويوجد خلف السرير بجانب قماش الخيمة عدد من السلال - كيريو + أومرا". 2. " الشبرية أو الجفنة - المحفة. وأمامها السرير / "الدارنجال"".
انظر ملف المجموعة Af1981، 18.1-70.
المجموعة الثقافية: الرزيقات
صورة الغلاف © زينب جعفر

سكة: تاريخ العودة

سكة: تاريخ العودة
الصور في هذا المعرض هي من مساهمة لوكال في كتاب "السودان يُحكى من جديد"، من بين ٣١ فنانًا سودانيًا يروون قصصًا من وطنهم. نُشر الكتاب في عام ٢٠١٩ بواسطة دار هيرنكوست للنشر، وحرره لاريسا ديانا فورمان وخالد البيه.
الصور في هذا المعرض هي من مساهمة لوكال في كتاب "السودان يُحكى من جديد"، من بين ٣١ فنانًا سودانيًا يروون قصصًا من وطنهم. نُشر الكتاب في عام ٢٠١٩ بواسطة دار هيرنكوست للنشر، وحرره لاريسا ديانا فورمان وخالد البيه.

الصور في هذا المعرض هي من مساهمة لوكال في كتاب "السودان يُحكى من جديد"، من بين ٣١ فنانًا سودانيًا يروون قصصًا من وطنهم. نُشر الكتاب في عام ٢٠١٩ بواسطة دار هيرنكوست للنشر، وحرره لاريسا ديانا فورمان وخالد البيه.

Due North

Due North
Several years ago, my father was invited by our distant relatives to join them on a unique journey from Sudan to Egypt. This would have been an unremarkable invitation if it hadn’t been for the fact that this journey was on land, through miles of arid desert, on camel back, on a route that has been used for several centuries. The invitation was to accompany the last camel caravan that our tribe the Garareesh would take to the Daraw camel market in Egypt by land through the desert, as a new road had been completed and any future trips would be taken on lorries.
Travel in all its forms is a tradition as old as time itself. Humans have been on the move forever: for food, for shelter, for safety, for exploration, and for pilgrimage. Sometimes they return to their original homes, often home is wherever they put their heads down to rest. Sometimes home is what they are searching for in the first place. This movement could be voluntary, in search of greener pastures, new relationships and economic opportunities. Or it could be forced, fleeing violence or drought, or bound into slavery to be sold. It could be on foot, on animal or on vehicles. Regardless of form or reason, it always holds one thing in common: the expectation – or fear – of something new. Sudan is no different, and its unique location as a gateway to Africa and a bridge to Mecca and Egypt has made it a busy crossroads for centuries. The camel caravans were and continue to be an inseparable part of this fabric, transporting and being transported to different destinations along routes that have been imprinted into the memory of the land and its people.
The magnificence of the camel– a wondrous creation built for the desert – is not limited to its function as a ‘vehicle of the desert’, although this function is no ordinary one. The animal has an unmatched adaptability to the harsh, hot, dry conditions, the ability to go without water or food for up to three weeks, its steady, unfaltering stride for hours on end, and its ability to carry loads many times more than other beasts of labour.

Camels are also favoured for their different products; camel meat is a popular dietary choice in many countries especially Egypt, the hide is exported to Europe to make leather products of the highest quality, and the bones are used to refine sugar, to name just a few. Some camel products are known for their near-mythical healing powers, mostly in their milk, but also strangely in their urine. As a young physician practicing in the Gulf, I witnessed this curious phenomenon first-hand.
A Bedouin baby was diagnosed with infantile leukemia in the hospital I was working in, but her family refused to let her receive any kind of medical treatment. She was brought to the hospital only when she had a fever or diarrhoea. Her diagnosis was confirmed more than once with a bone marrow aspiration – an uncomfortable procedure where a sample is taken from the marrow of the hip bone to give a picture of what blood cells are being produced and in what number. On a follow up visit and repeated test, we were shocked to find that the bone marrow contained no cancerous white blood cells at all. Which was virtually impossible because leukemia doesn’t just disappear. They told us they were giving her a small bottle of camel urine every morning.
Indeed, on more than one follow-up visit, repeated tests showed the same thing: no blood cancer cells. It appeared that the camel urine had some kind of corticosteroid effect that suppressed their production, or maybe even killed them. This effect proved to be temporary, however, and the little girl suffered from a vicious flareup of her illness and sadly passed away two months after her first birthday.
Camel routes between Sudan and Egypt
Desert routes have long been the economic lifeline between Egypt and Sudan, and from Sudan to the rest of Africa. For all its might, the River Nile has played a role of little importance in the context of trade between the two countries it links together, mainly due to the presence of six cataracts that impede movement necessary for trade. Rather, the Nile facilitated the movement of invaders over the years, carrying steamboats of missionaries and soldiers, the most famous of which was the failed expedition sent to rescue Charles Gordon. The desert routes were and continue to be an irreplaceable line along which goods, currency, culture and relationships travel back and forth between Sudan and Egypt, and through which the cultural effect of Sudan on Egypt is evident.
The routes follow the water, crossing the desert along strings of wells scattered in different directions. The three main routes the camel caravans have taken over the centuries between Sudan and Egypt are the Ababda and the Almiheila Routes for caravans coming from the east, and the Way of The Forty for those coming from the west. The biggest route is the Ababda Route named after the Ababda tribe, and dates back to the Funj Dynasty. It originates from Hussein Khalifa Basha’s palace in Eldamar in what is now the River Nile State, and passes through Korosko to Aswan to the Daraw Market in Egypt. This route was great importance for the area and for the different governments of Sudan.
The second route is the Almiheila Route from Alkasinger in the Northern State to Dalgo and has eight wells along the way. The third route is the Way of The Forty or Darb Al Arba’en, with caravans mostly from the Kababeesh tribes of Darfur in the west of Sudan and takes forty days from origin to destination. The Way of the Forty is thought to be named not just for its duration, but also for the number of trips different dervishes had taken along it, and the miracles they were thought to have performed along the way such as crossing the entire length of it on foot.
Up until 1895 there was a fourth route for the camel caravans: the now-extinct Madinab Route, named after the Madinab tribe, who used to travel in enormous caravans of up to two thousand camels to Egypt. Their route was unique in that it had no water wells at all and would have been impossible to take if it weren’t for the tribe’s use of special leather pouches impermeable to water, which they would bury deep in the desert along the way to Egypt, and dig up on the way back. The Madinab, who were famous for their integrity and honesty in trade, were completely wiped out in the Mahdiya wars, taking their caravan secrets with them.
Camel are bought from different tribes and camel markets and grouped together in caravans of growing number, with each group of camels marked with a specific mark that shows who it belongs it. If the camel should die on the way to Egypt, this mark and the bit of skin it is on it cut out and brought back to the owner as proof. The trek through the desert is a difficult one both for the animals and their riders, and not everyone lives to see the end of it. The team accompanying the caravan is made up of seasoned men with a guide familiar with the desert and its dangers, who knows where to find the wells and where to avoid snakes, scorpions and quick-sand.
The caravans travel in groups of up to one hundred camels at a time with a space of two or three days between each batch, as the capacity of the desert wells is limited and can support only so many at a time. They enter Egypt through Aswan and are met at the veterinary centers in Daraw were the camels are inspected and tagged, then loaded onto open-roofed trains to be transported the markets for sale. On the way to Egypt the riders stock up on traditional and Western medicines for themselves and the animals, non-perishable foods and matches, razor blades and needles, and tea and sugar. They arm themselves with rifles for protection from robbers lurking in the dunes. Contraband runners traveling the back routes also carried rifles but smuggled them into Egypt where weapon licenses are difficult to obtain, and smuggled back bullets into Sudan where ammunition can only be purchased through licensed stores. Caravans traveling legally bring back clothes, Egyptian cologne and perfumed soap, water pumps and filters, and molasses and sugar back to Sudan.

Gateway Between East and West
Camel caravans also transport people, livestock and merchandise from the different landlocked countries of Africa through Sudan to the Red Sea. The historic port of Suakin, a main port since as far back as the 10th century, used to be the main gateway between Africa and the East particularly for Muslim pilgrims heading to Mecca, for merchants on both side of the Red Sea, and between Africa and Europe after the Suez Canal was built. Until it was replaced by Port Sudan in the 1920s, the island port received and dispatched hundreds of camel caravans a year. The camels arrived and left the port through different routes: south from Ethiopia, north to Egypt, and north-east to Berber. They carried all sorts of merchandise depending on their origin, the diversity reflecting the diversity of the country and people of Sudan itself: sesame seeds and oil, sorghum, gum Arabic, cotton, honey, butter, coffee, tobacco and rubber. Also, rhinocerous horn, ebony, ostrich feathers, gold, musk, tortoise and seashells, mother-of-pearl and fish. And of course, racing camels, sheep, cattle and slaves.
In Suakin, the legendary Shinnawi Palace provided boarding for the camel caravans, with hundred of rooms on the top, the camel stables on the ground floor, and the massive courtyard that could hold one hundred camels at a time for loading and offloading.

In an interesting coming-to-a-full-circle moment, the detested Turkish governors of Suakin who oversaw the trade facilitated by the camel caravans also collected the taxes, and the caravans carrying these taxes north to the government in Egypt were regularly attacked by celebrated camel-riding highway men from the nomadic Arab tribes of the North. The government showed zero tolerance or mercy to whoever dared to bother these caravans – particularly on the Ababda Route – and punished those they caught in all terrible manners such as beheading and burning alive to make them an example for others.
The camel caravans in A Mouth Full of Salt
In my novel A Mouth Full of Salt, a young man from a village in North Sudan travels with the camel caravans to Egypt on the Ababda Route, which is also the route my own relatives – the Garareesh tribe – took up until the road was built, and which my father was invited to join them on but could not due to work commitments. While the camel trade is still quite alive and kicking, changing times have dictated changing traditions. The days’ long journey is no longer trekked through the desert. Instead, camels are now loaded onto lorries and driven along the new road to Egypt through the Argeen border. This trip takes just eight hours from Dongola to the Daraw market. The camels and their carers arrive a little dusty but otherwise in full strength and luster. Camels are still exported in the thousands not only for their meat and other products, but also for camel racing and beauty pageants.
The camel train made its way into my novel in bits and pieces. The camel trade with all its glory and income does not exist everywhere in Sudan. Even in the Northern State only specific areas and tribes still hold onto this tradition and are able to breed camels and trade in them. Camels are not easy beings to be tamed and dominated, and some breeds are known for their ferocity. There are all sorts of stories about what goes in the mind of a camel concerning humans they deem undesirable. I will always remember a story I was told about a herder who beat and insulted his camel, and when they were out in the desert when night, the camel (allegedly) waited until everyone was asleep then quietly moved over to wear the man was and sat on him. I find it a little troubling that after everything I learned about camels, I am still unable to tell if this story was true or made up.
This article was written with the valuable expertise and experience of Prof. Abdelrahim M Salih, professor of Anthropology and Linguistics at American University
Several years ago, my father was invited by our distant relatives to join them on a unique journey from Sudan to Egypt. This would have been an unremarkable invitation if it hadn’t been for the fact that this journey was on land, through miles of arid desert, on camel back, on a route that has been used for several centuries. The invitation was to accompany the last camel caravan that our tribe the Garareesh would take to the Daraw camel market in Egypt by land through the desert, as a new road had been completed and any future trips would be taken on lorries.
Travel in all its forms is a tradition as old as time itself. Humans have been on the move forever: for food, for shelter, for safety, for exploration, and for pilgrimage. Sometimes they return to their original homes, often home is wherever they put their heads down to rest. Sometimes home is what they are searching for in the first place. This movement could be voluntary, in search of greener pastures, new relationships and economic opportunities. Or it could be forced, fleeing violence or drought, or bound into slavery to be sold. It could be on foot, on animal or on vehicles. Regardless of form or reason, it always holds one thing in common: the expectation – or fear – of something new. Sudan is no different, and its unique location as a gateway to Africa and a bridge to Mecca and Egypt has made it a busy crossroads for centuries. The camel caravans were and continue to be an inseparable part of this fabric, transporting and being transported to different destinations along routes that have been imprinted into the memory of the land and its people.
The magnificence of the camel– a wondrous creation built for the desert – is not limited to its function as a ‘vehicle of the desert’, although this function is no ordinary one. The animal has an unmatched adaptability to the harsh, hot, dry conditions, the ability to go without water or food for up to three weeks, its steady, unfaltering stride for hours on end, and its ability to carry loads many times more than other beasts of labour.

Camels are also favoured for their different products; camel meat is a popular dietary choice in many countries especially Egypt, the hide is exported to Europe to make leather products of the highest quality, and the bones are used to refine sugar, to name just a few. Some camel products are known for their near-mythical healing powers, mostly in their milk, but also strangely in their urine. As a young physician practicing in the Gulf, I witnessed this curious phenomenon first-hand.
A Bedouin baby was diagnosed with infantile leukemia in the hospital I was working in, but her family refused to let her receive any kind of medical treatment. She was brought to the hospital only when she had a fever or diarrhoea. Her diagnosis was confirmed more than once with a bone marrow aspiration – an uncomfortable procedure where a sample is taken from the marrow of the hip bone to give a picture of what blood cells are being produced and in what number. On a follow up visit and repeated test, we were shocked to find that the bone marrow contained no cancerous white blood cells at all. Which was virtually impossible because leukemia doesn’t just disappear. They told us they were giving her a small bottle of camel urine every morning.
Indeed, on more than one follow-up visit, repeated tests showed the same thing: no blood cancer cells. It appeared that the camel urine had some kind of corticosteroid effect that suppressed their production, or maybe even killed them. This effect proved to be temporary, however, and the little girl suffered from a vicious flareup of her illness and sadly passed away two months after her first birthday.
Camel routes between Sudan and Egypt
Desert routes have long been the economic lifeline between Egypt and Sudan, and from Sudan to the rest of Africa. For all its might, the River Nile has played a role of little importance in the context of trade between the two countries it links together, mainly due to the presence of six cataracts that impede movement necessary for trade. Rather, the Nile facilitated the movement of invaders over the years, carrying steamboats of missionaries and soldiers, the most famous of which was the failed expedition sent to rescue Charles Gordon. The desert routes were and continue to be an irreplaceable line along which goods, currency, culture and relationships travel back and forth between Sudan and Egypt, and through which the cultural effect of Sudan on Egypt is evident.
The routes follow the water, crossing the desert along strings of wells scattered in different directions. The three main routes the camel caravans have taken over the centuries between Sudan and Egypt are the Ababda and the Almiheila Routes for caravans coming from the east, and the Way of The Forty for those coming from the west. The biggest route is the Ababda Route named after the Ababda tribe, and dates back to the Funj Dynasty. It originates from Hussein Khalifa Basha’s palace in Eldamar in what is now the River Nile State, and passes through Korosko to Aswan to the Daraw Market in Egypt. This route was great importance for the area and for the different governments of Sudan.
The second route is the Almiheila Route from Alkasinger in the Northern State to Dalgo and has eight wells along the way. The third route is the Way of The Forty or Darb Al Arba’en, with caravans mostly from the Kababeesh tribes of Darfur in the west of Sudan and takes forty days from origin to destination. The Way of the Forty is thought to be named not just for its duration, but also for the number of trips different dervishes had taken along it, and the miracles they were thought to have performed along the way such as crossing the entire length of it on foot.
Up until 1895 there was a fourth route for the camel caravans: the now-extinct Madinab Route, named after the Madinab tribe, who used to travel in enormous caravans of up to two thousand camels to Egypt. Their route was unique in that it had no water wells at all and would have been impossible to take if it weren’t for the tribe’s use of special leather pouches impermeable to water, which they would bury deep in the desert along the way to Egypt, and dig up on the way back. The Madinab, who were famous for their integrity and honesty in trade, were completely wiped out in the Mahdiya wars, taking their caravan secrets with them.
Camel are bought from different tribes and camel markets and grouped together in caravans of growing number, with each group of camels marked with a specific mark that shows who it belongs it. If the camel should die on the way to Egypt, this mark and the bit of skin it is on it cut out and brought back to the owner as proof. The trek through the desert is a difficult one both for the animals and their riders, and not everyone lives to see the end of it. The team accompanying the caravan is made up of seasoned men with a guide familiar with the desert and its dangers, who knows where to find the wells and where to avoid snakes, scorpions and quick-sand.
The caravans travel in groups of up to one hundred camels at a time with a space of two or three days between each batch, as the capacity of the desert wells is limited and can support only so many at a time. They enter Egypt through Aswan and are met at the veterinary centers in Daraw were the camels are inspected and tagged, then loaded onto open-roofed trains to be transported the markets for sale. On the way to Egypt the riders stock up on traditional and Western medicines for themselves and the animals, non-perishable foods and matches, razor blades and needles, and tea and sugar. They arm themselves with rifles for protection from robbers lurking in the dunes. Contraband runners traveling the back routes also carried rifles but smuggled them into Egypt where weapon licenses are difficult to obtain, and smuggled back bullets into Sudan where ammunition can only be purchased through licensed stores. Caravans traveling legally bring back clothes, Egyptian cologne and perfumed soap, water pumps and filters, and molasses and sugar back to Sudan.

Gateway Between East and West
Camel caravans also transport people, livestock and merchandise from the different landlocked countries of Africa through Sudan to the Red Sea. The historic port of Suakin, a main port since as far back as the 10th century, used to be the main gateway between Africa and the East particularly for Muslim pilgrims heading to Mecca, for merchants on both side of the Red Sea, and between Africa and Europe after the Suez Canal was built. Until it was replaced by Port Sudan in the 1920s, the island port received and dispatched hundreds of camel caravans a year. The camels arrived and left the port through different routes: south from Ethiopia, north to Egypt, and north-east to Berber. They carried all sorts of merchandise depending on their origin, the diversity reflecting the diversity of the country and people of Sudan itself: sesame seeds and oil, sorghum, gum Arabic, cotton, honey, butter, coffee, tobacco and rubber. Also, rhinocerous horn, ebony, ostrich feathers, gold, musk, tortoise and seashells, mother-of-pearl and fish. And of course, racing camels, sheep, cattle and slaves.
In Suakin, the legendary Shinnawi Palace provided boarding for the camel caravans, with hundred of rooms on the top, the camel stables on the ground floor, and the massive courtyard that could hold one hundred camels at a time for loading and offloading.

In an interesting coming-to-a-full-circle moment, the detested Turkish governors of Suakin who oversaw the trade facilitated by the camel caravans also collected the taxes, and the caravans carrying these taxes north to the government in Egypt were regularly attacked by celebrated camel-riding highway men from the nomadic Arab tribes of the North. The government showed zero tolerance or mercy to whoever dared to bother these caravans – particularly on the Ababda Route – and punished those they caught in all terrible manners such as beheading and burning alive to make them an example for others.
The camel caravans in A Mouth Full of Salt
In my novel A Mouth Full of Salt, a young man from a village in North Sudan travels with the camel caravans to Egypt on the Ababda Route, which is also the route my own relatives – the Garareesh tribe – took up until the road was built, and which my father was invited to join them on but could not due to work commitments. While the camel trade is still quite alive and kicking, changing times have dictated changing traditions. The days’ long journey is no longer trekked through the desert. Instead, camels are now loaded onto lorries and driven along the new road to Egypt through the Argeen border. This trip takes just eight hours from Dongola to the Daraw market. The camels and their carers arrive a little dusty but otherwise in full strength and luster. Camels are still exported in the thousands not only for their meat and other products, but also for camel racing and beauty pageants.
The camel train made its way into my novel in bits and pieces. The camel trade with all its glory and income does not exist everywhere in Sudan. Even in the Northern State only specific areas and tribes still hold onto this tradition and are able to breed camels and trade in them. Camels are not easy beings to be tamed and dominated, and some breeds are known for their ferocity. There are all sorts of stories about what goes in the mind of a camel concerning humans they deem undesirable. I will always remember a story I was told about a herder who beat and insulted his camel, and when they were out in the desert when night, the camel (allegedly) waited until everyone was asleep then quietly moved over to wear the man was and sat on him. I find it a little troubling that after everything I learned about camels, I am still unable to tell if this story was true or made up.
This article was written with the valuable expertise and experience of Prof. Abdelrahim M Salih, professor of Anthropology and Linguistics at American University

Several years ago, my father was invited by our distant relatives to join them on a unique journey from Sudan to Egypt. This would have been an unremarkable invitation if it hadn’t been for the fact that this journey was on land, through miles of arid desert, on camel back, on a route that has been used for several centuries. The invitation was to accompany the last camel caravan that our tribe the Garareesh would take to the Daraw camel market in Egypt by land through the desert, as a new road had been completed and any future trips would be taken on lorries.
Travel in all its forms is a tradition as old as time itself. Humans have been on the move forever: for food, for shelter, for safety, for exploration, and for pilgrimage. Sometimes they return to their original homes, often home is wherever they put their heads down to rest. Sometimes home is what they are searching for in the first place. This movement could be voluntary, in search of greener pastures, new relationships and economic opportunities. Or it could be forced, fleeing violence or drought, or bound into slavery to be sold. It could be on foot, on animal or on vehicles. Regardless of form or reason, it always holds one thing in common: the expectation – or fear – of something new. Sudan is no different, and its unique location as a gateway to Africa and a bridge to Mecca and Egypt has made it a busy crossroads for centuries. The camel caravans were and continue to be an inseparable part of this fabric, transporting and being transported to different destinations along routes that have been imprinted into the memory of the land and its people.
The magnificence of the camel– a wondrous creation built for the desert – is not limited to its function as a ‘vehicle of the desert’, although this function is no ordinary one. The animal has an unmatched adaptability to the harsh, hot, dry conditions, the ability to go without water or food for up to three weeks, its steady, unfaltering stride for hours on end, and its ability to carry loads many times more than other beasts of labour.

Camels are also favoured for their different products; camel meat is a popular dietary choice in many countries especially Egypt, the hide is exported to Europe to make leather products of the highest quality, and the bones are used to refine sugar, to name just a few. Some camel products are known for their near-mythical healing powers, mostly in their milk, but also strangely in their urine. As a young physician practicing in the Gulf, I witnessed this curious phenomenon first-hand.
A Bedouin baby was diagnosed with infantile leukemia in the hospital I was working in, but her family refused to let her receive any kind of medical treatment. She was brought to the hospital only when she had a fever or diarrhoea. Her diagnosis was confirmed more than once with a bone marrow aspiration – an uncomfortable procedure where a sample is taken from the marrow of the hip bone to give a picture of what blood cells are being produced and in what number. On a follow up visit and repeated test, we were shocked to find that the bone marrow contained no cancerous white blood cells at all. Which was virtually impossible because leukemia doesn’t just disappear. They told us they were giving her a small bottle of camel urine every morning.
Indeed, on more than one follow-up visit, repeated tests showed the same thing: no blood cancer cells. It appeared that the camel urine had some kind of corticosteroid effect that suppressed their production, or maybe even killed them. This effect proved to be temporary, however, and the little girl suffered from a vicious flareup of her illness and sadly passed away two months after her first birthday.
Camel routes between Sudan and Egypt
Desert routes have long been the economic lifeline between Egypt and Sudan, and from Sudan to the rest of Africa. For all its might, the River Nile has played a role of little importance in the context of trade between the two countries it links together, mainly due to the presence of six cataracts that impede movement necessary for trade. Rather, the Nile facilitated the movement of invaders over the years, carrying steamboats of missionaries and soldiers, the most famous of which was the failed expedition sent to rescue Charles Gordon. The desert routes were and continue to be an irreplaceable line along which goods, currency, culture and relationships travel back and forth between Sudan and Egypt, and through which the cultural effect of Sudan on Egypt is evident.
The routes follow the water, crossing the desert along strings of wells scattered in different directions. The three main routes the camel caravans have taken over the centuries between Sudan and Egypt are the Ababda and the Almiheila Routes for caravans coming from the east, and the Way of The Forty for those coming from the west. The biggest route is the Ababda Route named after the Ababda tribe, and dates back to the Funj Dynasty. It originates from Hussein Khalifa Basha’s palace in Eldamar in what is now the River Nile State, and passes through Korosko to Aswan to the Daraw Market in Egypt. This route was great importance for the area and for the different governments of Sudan.
The second route is the Almiheila Route from Alkasinger in the Northern State to Dalgo and has eight wells along the way. The third route is the Way of The Forty or Darb Al Arba’en, with caravans mostly from the Kababeesh tribes of Darfur in the west of Sudan and takes forty days from origin to destination. The Way of the Forty is thought to be named not just for its duration, but also for the number of trips different dervishes had taken along it, and the miracles they were thought to have performed along the way such as crossing the entire length of it on foot.
Up until 1895 there was a fourth route for the camel caravans: the now-extinct Madinab Route, named after the Madinab tribe, who used to travel in enormous caravans of up to two thousand camels to Egypt. Their route was unique in that it had no water wells at all and would have been impossible to take if it weren’t for the tribe’s use of special leather pouches impermeable to water, which they would bury deep in the desert along the way to Egypt, and dig up on the way back. The Madinab, who were famous for their integrity and honesty in trade, were completely wiped out in the Mahdiya wars, taking their caravan secrets with them.
Camel are bought from different tribes and camel markets and grouped together in caravans of growing number, with each group of camels marked with a specific mark that shows who it belongs it. If the camel should die on the way to Egypt, this mark and the bit of skin it is on it cut out and brought back to the owner as proof. The trek through the desert is a difficult one both for the animals and their riders, and not everyone lives to see the end of it. The team accompanying the caravan is made up of seasoned men with a guide familiar with the desert and its dangers, who knows where to find the wells and where to avoid snakes, scorpions and quick-sand.
The caravans travel in groups of up to one hundred camels at a time with a space of two or three days between each batch, as the capacity of the desert wells is limited and can support only so many at a time. They enter Egypt through Aswan and are met at the veterinary centers in Daraw were the camels are inspected and tagged, then loaded onto open-roofed trains to be transported the markets for sale. On the way to Egypt the riders stock up on traditional and Western medicines for themselves and the animals, non-perishable foods and matches, razor blades and needles, and tea and sugar. They arm themselves with rifles for protection from robbers lurking in the dunes. Contraband runners traveling the back routes also carried rifles but smuggled them into Egypt where weapon licenses are difficult to obtain, and smuggled back bullets into Sudan where ammunition can only be purchased through licensed stores. Caravans traveling legally bring back clothes, Egyptian cologne and perfumed soap, water pumps and filters, and molasses and sugar back to Sudan.

Gateway Between East and West
Camel caravans also transport people, livestock and merchandise from the different landlocked countries of Africa through Sudan to the Red Sea. The historic port of Suakin, a main port since as far back as the 10th century, used to be the main gateway between Africa and the East particularly for Muslim pilgrims heading to Mecca, for merchants on both side of the Red Sea, and between Africa and Europe after the Suez Canal was built. Until it was replaced by Port Sudan in the 1920s, the island port received and dispatched hundreds of camel caravans a year. The camels arrived and left the port through different routes: south from Ethiopia, north to Egypt, and north-east to Berber. They carried all sorts of merchandise depending on their origin, the diversity reflecting the diversity of the country and people of Sudan itself: sesame seeds and oil, sorghum, gum Arabic, cotton, honey, butter, coffee, tobacco and rubber. Also, rhinocerous horn, ebony, ostrich feathers, gold, musk, tortoise and seashells, mother-of-pearl and fish. And of course, racing camels, sheep, cattle and slaves.
In Suakin, the legendary Shinnawi Palace provided boarding for the camel caravans, with hundred of rooms on the top, the camel stables on the ground floor, and the massive courtyard that could hold one hundred camels at a time for loading and offloading.

In an interesting coming-to-a-full-circle moment, the detested Turkish governors of Suakin who oversaw the trade facilitated by the camel caravans also collected the taxes, and the caravans carrying these taxes north to the government in Egypt were regularly attacked by celebrated camel-riding highway men from the nomadic Arab tribes of the North. The government showed zero tolerance or mercy to whoever dared to bother these caravans – particularly on the Ababda Route – and punished those they caught in all terrible manners such as beheading and burning alive to make them an example for others.
The camel caravans in A Mouth Full of Salt
In my novel A Mouth Full of Salt, a young man from a village in North Sudan travels with the camel caravans to Egypt on the Ababda Route, which is also the route my own relatives – the Garareesh tribe – took up until the road was built, and which my father was invited to join them on but could not due to work commitments. While the camel trade is still quite alive and kicking, changing times have dictated changing traditions. The days’ long journey is no longer trekked through the desert. Instead, camels are now loaded onto lorries and driven along the new road to Egypt through the Argeen border. This trip takes just eight hours from Dongola to the Daraw market. The camels and their carers arrive a little dusty but otherwise in full strength and luster. Camels are still exported in the thousands not only for their meat and other products, but also for camel racing and beauty pageants.
The camel train made its way into my novel in bits and pieces. The camel trade with all its glory and income does not exist everywhere in Sudan. Even in the Northern State only specific areas and tribes still hold onto this tradition and are able to breed camels and trade in them. Camels are not easy beings to be tamed and dominated, and some breeds are known for their ferocity. There are all sorts of stories about what goes in the mind of a camel concerning humans they deem undesirable. I will always remember a story I was told about a herder who beat and insulted his camel, and when they were out in the desert when night, the camel (allegedly) waited until everyone was asleep then quietly moved over to wear the man was and sat on him. I find it a little troubling that after everything I learned about camels, I am still unable to tell if this story was true or made up.
This article was written with the valuable expertise and experience of Prof. Abdelrahim M Salih, professor of Anthropology and Linguistics at American University

شعار السكك الحديدية

شعار السكك الحديدية
ديباجة السكة الحديد توضع على الوابورات والعربات
مسجل من قبل جامعة وادي النيل
من مجموعة متحف السكة حديد
ديباجة السكة الحديد توضع على الوابورات والعربات
مسجل من قبل جامعة وادي النيل
من مجموعة متحف السكة حديد

ديباجة السكة الحديد توضع على الوابورات والعربات
مسجل من قبل جامعة وادي النيل
من مجموعة متحف السكة حديد

حبل سعفة التمر

حبل سعفة التمر
حبل منسوج يدويًا مصنوع من السعف، بني اللون، يستخدم في صناعة الأسِرَّة المنسوجة المعروفة باسم العناقريب.
DMN-F51_1
مجموعة متحف دارفور
حبل منسوج يدويًا مصنوع من السعف، بني اللون، يستخدم في صناعة الأسِرَّة المنسوجة المعروفة باسم العناقريب.
DMN-F51_1
مجموعة متحف دارفور

حبل منسوج يدويًا مصنوع من السعف، بني اللون، يستخدم في صناعة الأسِرَّة المنسوجة المعروفة باسم العناقريب.
DMN-F51_1
مجموعة متحف دارفور
المدن المتحركة
يتحرك الناس والأماكن على حد سواء. وتوجد مفاهيم الوطن والأرض والاستقرار في كل من أنماط الحياة المستقرة والبدوية، وبالتالي، يمكن أن يكون كلاهما عرضة للنزوح. ويتناول هذا القسم تقاطع هذه المفاهيم.

مجلة الصبيان

مجلة الصبيان
تاريخ مختصر للمجلة
تأسَّست مجلة الصبيان في العام ١٩٤٦م في مكتب النشر بمعهد التربية بخت الرضا بقيادة الأستاذ عوض ساتي، والتي كانت بمثابة مُعلِّمٍ ومربٍّ لما كان يُنشر فيها من مواضيع وقصص هادفة. افتتح فيها العم سرور كل عدد بكلمات تحمل في طياتها الكثير من الحكمة. ولطالما كانت مجلة الصبيان خير جليس وأنيس لأبناء وبنات السودان، وتظلّ مكانتها عند أصدقائها وقرّائها خاصةً ومُحبَّبة إلى قلوبهم.
أصدقاء الصبيان
اختلف أصدقاء الصبيان، فمنهم من كان يقرؤها أسبوعياً ومنهم من كان ينتظرها شهرياً، ومنهم من وجد أعداداً مخزَّنة يحفها التراب في منازلهم وتناولوها ليقرأوا أعدادها الكثيرة متتابعة.
لم يقتصر محيط أصدقاء الصبيان على الخرطوم، بل وصلت المجلة للأصدقاء في جميع مدن السودان وأطرافه، ظهر ذلك في ترحيب العمة الزهراء في فقرة "مرحباً أصدقاء الصبيان"، والتي كتب إليها الأطفال للتحية أو للمشاركة بصورة من عطلتهم الصيفية، أو لحكاية قصة، أو نكتة أو معاتبين لعدم نشر مشاركاتهم في العدد. كتب إليها رمضان من كريمة والتجاني من نيالا لنشر صورتهم الشخصية ونبوية من الديوم للاستفسار عن موعد المسابقة وسعاد من بُرّي لمشاركة هواياتها ومكي من كادُقلي للتحية. ونُشر في "لقاء الأصدقاء" مواقف شاركها الأصدقاء من أمدرمان وكسلا والرهد والجنيد وشندي.
مواضيع المدن في المجلة
الجديد بالذكر أنه بالإضافة لانتشار أصدقاء المجلة في ربوع السودان تنوعت مواضيع المجلة أيضاً، لتعكس ذلك الانتشار والتنوّع، فلا يخلو كل عدد من قصة أو موضوع يتناول أحد مديريات ومدن السودان. من الأمثلة على ذلك مقال إحسان المبارك، التي كتبت فيه عن رحلتها من مدينة الخرطوم إلى مدينة كسلا مروراً بمدني والقضارف وحلفا الجديدة، وصولًا إلى درة الشرق. وصفت إحسان طبيعة المدينة الغنية المتمثلة في جبال التاكا وعين توتيل العذبة، ثم منها إلى سوق المدينة الذي يحوي المنتوجات والتي تعكس الموارد الغنية التي تشتهر بها المدينة؛ كحبال السعف والخناجر والسيوف والمنتجات الفخارية. ثم تطرَّقت إلى المصانع في كسلا، وعدَّدت بعض المصانع التي تنتج الكثير الصناعات المحلية والتي يتم تصديرها خارجياً. ونجد في أعداد أخرى مواضيع مماثلة عن جوبا وكادُقلي وكوستي وغيرها.
تتعدى أهمية نشر مثل هذه المواضيع عن المدن المختلفة التعريف ونشر معلومات عن المدن، بل تكمن أيضاً في توسيع مفهوم المدينة للطفل الذي يتلخَّص إدراكه للمدينة في محيطه المباشر. وربما بذلك نجد أن الارتباط بين "أصدقاء الصبيان" ومختلف مدن السودان هو ارتباط وثيق يتعدى كونه تعداداً لأسماء مدن، بل هي معرفة أعمق لطبيعة كل مدينة وساكنيها.
جميع الصور في هذا المعرض من موقع ذاكرة السودان
تاريخ مختصر للمجلة
تأسَّست مجلة الصبيان في العام ١٩٤٦م في مكتب النشر بمعهد التربية بخت الرضا بقيادة الأستاذ عوض ساتي، والتي كانت بمثابة مُعلِّمٍ ومربٍّ لما كان يُنشر فيها من مواضيع وقصص هادفة. افتتح فيها العم سرور كل عدد بكلمات تحمل في طياتها الكثير من الحكمة. ولطالما كانت مجلة الصبيان خير جليس وأنيس لأبناء وبنات السودان، وتظلّ مكانتها عند أصدقائها وقرّائها خاصةً ومُحبَّبة إلى قلوبهم.
أصدقاء الصبيان
اختلف أصدقاء الصبيان، فمنهم من كان يقرؤها أسبوعياً ومنهم من كان ينتظرها شهرياً، ومنهم من وجد أعداداً مخزَّنة يحفها التراب في منازلهم وتناولوها ليقرأوا أعدادها الكثيرة متتابعة.
لم يقتصر محيط أصدقاء الصبيان على الخرطوم، بل وصلت المجلة للأصدقاء في جميع مدن السودان وأطرافه، ظهر ذلك في ترحيب العمة الزهراء في فقرة "مرحباً أصدقاء الصبيان"، والتي كتب إليها الأطفال للتحية أو للمشاركة بصورة من عطلتهم الصيفية، أو لحكاية قصة، أو نكتة أو معاتبين لعدم نشر مشاركاتهم في العدد. كتب إليها رمضان من كريمة والتجاني من نيالا لنشر صورتهم الشخصية ونبوية من الديوم للاستفسار عن موعد المسابقة وسعاد من بُرّي لمشاركة هواياتها ومكي من كادُقلي للتحية. ونُشر في "لقاء الأصدقاء" مواقف شاركها الأصدقاء من أمدرمان وكسلا والرهد والجنيد وشندي.
مواضيع المدن في المجلة
الجديد بالذكر أنه بالإضافة لانتشار أصدقاء المجلة في ربوع السودان تنوعت مواضيع المجلة أيضاً، لتعكس ذلك الانتشار والتنوّع، فلا يخلو كل عدد من قصة أو موضوع يتناول أحد مديريات ومدن السودان. من الأمثلة على ذلك مقال إحسان المبارك، التي كتبت فيه عن رحلتها من مدينة الخرطوم إلى مدينة كسلا مروراً بمدني والقضارف وحلفا الجديدة، وصولًا إلى درة الشرق. وصفت إحسان طبيعة المدينة الغنية المتمثلة في جبال التاكا وعين توتيل العذبة، ثم منها إلى سوق المدينة الذي يحوي المنتوجات والتي تعكس الموارد الغنية التي تشتهر بها المدينة؛ كحبال السعف والخناجر والسيوف والمنتجات الفخارية. ثم تطرَّقت إلى المصانع في كسلا، وعدَّدت بعض المصانع التي تنتج الكثير الصناعات المحلية والتي يتم تصديرها خارجياً. ونجد في أعداد أخرى مواضيع مماثلة عن جوبا وكادُقلي وكوستي وغيرها.
تتعدى أهمية نشر مثل هذه المواضيع عن المدن المختلفة التعريف ونشر معلومات عن المدن، بل تكمن أيضاً في توسيع مفهوم المدينة للطفل الذي يتلخَّص إدراكه للمدينة في محيطه المباشر. وربما بذلك نجد أن الارتباط بين "أصدقاء الصبيان" ومختلف مدن السودان هو ارتباط وثيق يتعدى كونه تعداداً لأسماء مدن، بل هي معرفة أعمق لطبيعة كل مدينة وساكنيها.
جميع الصور في هذا المعرض من موقع ذاكرة السودان

تاريخ مختصر للمجلة
تأسَّست مجلة الصبيان في العام ١٩٤٦م في مكتب النشر بمعهد التربية بخت الرضا بقيادة الأستاذ عوض ساتي، والتي كانت بمثابة مُعلِّمٍ ومربٍّ لما كان يُنشر فيها من مواضيع وقصص هادفة. افتتح فيها العم سرور كل عدد بكلمات تحمل في طياتها الكثير من الحكمة. ولطالما كانت مجلة الصبيان خير جليس وأنيس لأبناء وبنات السودان، وتظلّ مكانتها عند أصدقائها وقرّائها خاصةً ومُحبَّبة إلى قلوبهم.
أصدقاء الصبيان
اختلف أصدقاء الصبيان، فمنهم من كان يقرؤها أسبوعياً ومنهم من كان ينتظرها شهرياً، ومنهم من وجد أعداداً مخزَّنة يحفها التراب في منازلهم وتناولوها ليقرأوا أعدادها الكثيرة متتابعة.
لم يقتصر محيط أصدقاء الصبيان على الخرطوم، بل وصلت المجلة للأصدقاء في جميع مدن السودان وأطرافه، ظهر ذلك في ترحيب العمة الزهراء في فقرة "مرحباً أصدقاء الصبيان"، والتي كتب إليها الأطفال للتحية أو للمشاركة بصورة من عطلتهم الصيفية، أو لحكاية قصة، أو نكتة أو معاتبين لعدم نشر مشاركاتهم في العدد. كتب إليها رمضان من كريمة والتجاني من نيالا لنشر صورتهم الشخصية ونبوية من الديوم للاستفسار عن موعد المسابقة وسعاد من بُرّي لمشاركة هواياتها ومكي من كادُقلي للتحية. ونُشر في "لقاء الأصدقاء" مواقف شاركها الأصدقاء من أمدرمان وكسلا والرهد والجنيد وشندي.
مواضيع المدن في المجلة
الجديد بالذكر أنه بالإضافة لانتشار أصدقاء المجلة في ربوع السودان تنوعت مواضيع المجلة أيضاً، لتعكس ذلك الانتشار والتنوّع، فلا يخلو كل عدد من قصة أو موضوع يتناول أحد مديريات ومدن السودان. من الأمثلة على ذلك مقال إحسان المبارك، التي كتبت فيه عن رحلتها من مدينة الخرطوم إلى مدينة كسلا مروراً بمدني والقضارف وحلفا الجديدة، وصولًا إلى درة الشرق. وصفت إحسان طبيعة المدينة الغنية المتمثلة في جبال التاكا وعين توتيل العذبة، ثم منها إلى سوق المدينة الذي يحوي المنتوجات والتي تعكس الموارد الغنية التي تشتهر بها المدينة؛ كحبال السعف والخناجر والسيوف والمنتجات الفخارية. ثم تطرَّقت إلى المصانع في كسلا، وعدَّدت بعض المصانع التي تنتج الكثير الصناعات المحلية والتي يتم تصديرها خارجياً. ونجد في أعداد أخرى مواضيع مماثلة عن جوبا وكادُقلي وكوستي وغيرها.
تتعدى أهمية نشر مثل هذه المواضيع عن المدن المختلفة التعريف ونشر معلومات عن المدن، بل تكمن أيضاً في توسيع مفهوم المدينة للطفل الذي يتلخَّص إدراكه للمدينة في محيطه المباشر. وربما بذلك نجد أن الارتباط بين "أصدقاء الصبيان" ومختلف مدن السودان هو ارتباط وثيق يتعدى كونه تعداداً لأسماء مدن، بل هي معرفة أعمق لطبيعة كل مدينة وساكنيها.
جميع الصور في هذا المعرض من موقع ذاكرة السودان

مدينة داخل مدينة

مدينة داخل مدينة
قبل أيام، كنت أتصفَّح جهاز الكمبيوتر الشخصي وملفات الصور الكثيرة المخزنة بها، ووقعتُ على ملفٍّ ذكرني بحياة أصدقائي الأثيوبيين والإرتريين في الخرطوم. الصور كانت قد أُخِذَت خلال زياراتي المتعدِّدة لهم في كلٍّ من حي الصحافة والجريف، وهي أحياء في الخرطوم معروفة بوجود جالية كبيرة من المهاجرين الإثيوبيين والإريتريين. بينما كنا نتجول في حي الجريف وسط المحلات والمطاعم ذات اللافتات المكتوبة بحروف كبيرة بلغة الأمهرة، والتي كانت تبيع منتجاتهم من طعام وملابس وعطور ومستحضرات الشعر، كنت أشعر دوماً بأننا في مدينة داخل المدينة، وكأنهم أعادوا إنشاء مجتمعٍ جديد، يتماسَك خلال السلع التقليدية في ثقافتهم كمحاولة للبقاء في أرضٍ جديدة وفي الغالب مؤقتة.
وأغلب الإثيوبيين والإرتريين الذين قابلتهم داخل وخارج البلاد لديهم حبٌّ كبير لأوطانهم، وهم ينحدرون من نفس القبائل على طول الشريط الحدودي المشترك الذي يعبرونه في رحلة محفوفة بالمخاطر، بحثاً عن حياة أفضل في أوربا أو أمريكا، وبعضهم يلحق بعائلاتهم المسقرة في الخرطوم.
بينما كانت علاقاتهم جيدة مع المواطنين السودانيين، كان أصدقائي كثيراً ما يشكون مضايقات أفراد الشرطة، واستغلالهم تحت ذريعة تطبيق قانون المهاجرين.
تذكَّرت أجراس وإنشاد الكنيسة الأرثودكسية لساعات أيام الأحاد في الخرطوم 2، مع كل ذاك الزحام، وتلك الضجّة من المصلين، بثيابهم البيضاء والبدلات وأطفالهم. وكان الباعة الإثيوبيين يصطفون خارج الكنيسة بمنتجاتهم التقليدية من توابل وحبوب والعديد المنتجات بطيفٍ من الألوان معروضة في الشارع، وأيضاً جالت بذاكرتي ترانيم الكنيسة البروتستانتية الأكثر تقشفاً، وهو مبنىً كانوا يتشاركونه مع البروتستنتات السودانيين من جبال النوبة.
هذه جالية خَلَقَت لنفسها مساحة تربطها بالوطن، ومع هذا، كانت منفتحة على مُضيفتها؛ حيث أصبَحَت أطباقهم التقليدية، مثل الزغني والإنجيرا، معروفة لدى السودانيين. كما إن طقوس القهوة الإثيوبية، بأبخرة بخورها ومقبّلاتها ومستلزماتها، من أواني ومقاعد وطاولات منخفضة؛ أصبح مظهراً مألوفاً في الخرطوم.
منذ اندلاع الحرب، أُجبِرَ هؤلاء المهاجرين على النزوح لولايات آمنة، مثلما اضطر أغلب السكان، أو العودة لأوطانهم.
فكرة مدينة داخل المدينة، حيث يخلق الوافدون لأنفسهم مساحات تربطهم بأوطانهم، ويمارسون فيها عاداتهم الموروثة، هي عملية انسيابية، لا تحدث بمعزل من الناس. والمكان الذي احتواهم، حيث أن الوافد يأتي بمفرده وبمعزل عن جذوره التي كانت مغروسة في أرضه، مما يقتضي عليه التكيُّف مع البيئة الجديدة التي قامت باحتوائه. هذه المدن الداخلية هي بمثابة مكان يطمئنون إليه، ويمارسون به ارتباطهم بالوطن، وهي تظهر الاختلاف بينهم وبين مضيفيهم، ولكن أيضاً تظهر الأشياء المشتركة التي تُعزِّز الترابط.
صورة الغلاف © سارة النقر، تُظهر مقبرة إثيوبية وإريترية في الصحافة
قبل أيام، كنت أتصفَّح جهاز الكمبيوتر الشخصي وملفات الصور الكثيرة المخزنة بها، ووقعتُ على ملفٍّ ذكرني بحياة أصدقائي الأثيوبيين والإرتريين في الخرطوم. الصور كانت قد أُخِذَت خلال زياراتي المتعدِّدة لهم في كلٍّ من حي الصحافة والجريف، وهي أحياء في الخرطوم معروفة بوجود جالية كبيرة من المهاجرين الإثيوبيين والإريتريين. بينما كنا نتجول في حي الجريف وسط المحلات والمطاعم ذات اللافتات المكتوبة بحروف كبيرة بلغة الأمهرة، والتي كانت تبيع منتجاتهم من طعام وملابس وعطور ومستحضرات الشعر، كنت أشعر دوماً بأننا في مدينة داخل المدينة، وكأنهم أعادوا إنشاء مجتمعٍ جديد، يتماسَك خلال السلع التقليدية في ثقافتهم كمحاولة للبقاء في أرضٍ جديدة وفي الغالب مؤقتة.
وأغلب الإثيوبيين والإرتريين الذين قابلتهم داخل وخارج البلاد لديهم حبٌّ كبير لأوطانهم، وهم ينحدرون من نفس القبائل على طول الشريط الحدودي المشترك الذي يعبرونه في رحلة محفوفة بالمخاطر، بحثاً عن حياة أفضل في أوربا أو أمريكا، وبعضهم يلحق بعائلاتهم المسقرة في الخرطوم.
بينما كانت علاقاتهم جيدة مع المواطنين السودانيين، كان أصدقائي كثيراً ما يشكون مضايقات أفراد الشرطة، واستغلالهم تحت ذريعة تطبيق قانون المهاجرين.
تذكَّرت أجراس وإنشاد الكنيسة الأرثودكسية لساعات أيام الأحاد في الخرطوم 2، مع كل ذاك الزحام، وتلك الضجّة من المصلين، بثيابهم البيضاء والبدلات وأطفالهم. وكان الباعة الإثيوبيين يصطفون خارج الكنيسة بمنتجاتهم التقليدية من توابل وحبوب والعديد المنتجات بطيفٍ من الألوان معروضة في الشارع، وأيضاً جالت بذاكرتي ترانيم الكنيسة البروتستانتية الأكثر تقشفاً، وهو مبنىً كانوا يتشاركونه مع البروتستنتات السودانيين من جبال النوبة.
هذه جالية خَلَقَت لنفسها مساحة تربطها بالوطن، ومع هذا، كانت منفتحة على مُضيفتها؛ حيث أصبَحَت أطباقهم التقليدية، مثل الزغني والإنجيرا، معروفة لدى السودانيين. كما إن طقوس القهوة الإثيوبية، بأبخرة بخورها ومقبّلاتها ومستلزماتها، من أواني ومقاعد وطاولات منخفضة؛ أصبح مظهراً مألوفاً في الخرطوم.
منذ اندلاع الحرب، أُجبِرَ هؤلاء المهاجرين على النزوح لولايات آمنة، مثلما اضطر أغلب السكان، أو العودة لأوطانهم.
فكرة مدينة داخل المدينة، حيث يخلق الوافدون لأنفسهم مساحات تربطهم بأوطانهم، ويمارسون فيها عاداتهم الموروثة، هي عملية انسيابية، لا تحدث بمعزل من الناس. والمكان الذي احتواهم، حيث أن الوافد يأتي بمفرده وبمعزل عن جذوره التي كانت مغروسة في أرضه، مما يقتضي عليه التكيُّف مع البيئة الجديدة التي قامت باحتوائه. هذه المدن الداخلية هي بمثابة مكان يطمئنون إليه، ويمارسون به ارتباطهم بالوطن، وهي تظهر الاختلاف بينهم وبين مضيفيهم، ولكن أيضاً تظهر الأشياء المشتركة التي تُعزِّز الترابط.
صورة الغلاف © سارة النقر، تُظهر مقبرة إثيوبية وإريترية في الصحافة

قبل أيام، كنت أتصفَّح جهاز الكمبيوتر الشخصي وملفات الصور الكثيرة المخزنة بها، ووقعتُ على ملفٍّ ذكرني بحياة أصدقائي الأثيوبيين والإرتريين في الخرطوم. الصور كانت قد أُخِذَت خلال زياراتي المتعدِّدة لهم في كلٍّ من حي الصحافة والجريف، وهي أحياء في الخرطوم معروفة بوجود جالية كبيرة من المهاجرين الإثيوبيين والإريتريين. بينما كنا نتجول في حي الجريف وسط المحلات والمطاعم ذات اللافتات المكتوبة بحروف كبيرة بلغة الأمهرة، والتي كانت تبيع منتجاتهم من طعام وملابس وعطور ومستحضرات الشعر، كنت أشعر دوماً بأننا في مدينة داخل المدينة، وكأنهم أعادوا إنشاء مجتمعٍ جديد، يتماسَك خلال السلع التقليدية في ثقافتهم كمحاولة للبقاء في أرضٍ جديدة وفي الغالب مؤقتة.
وأغلب الإثيوبيين والإرتريين الذين قابلتهم داخل وخارج البلاد لديهم حبٌّ كبير لأوطانهم، وهم ينحدرون من نفس القبائل على طول الشريط الحدودي المشترك الذي يعبرونه في رحلة محفوفة بالمخاطر، بحثاً عن حياة أفضل في أوربا أو أمريكا، وبعضهم يلحق بعائلاتهم المسقرة في الخرطوم.
بينما كانت علاقاتهم جيدة مع المواطنين السودانيين، كان أصدقائي كثيراً ما يشكون مضايقات أفراد الشرطة، واستغلالهم تحت ذريعة تطبيق قانون المهاجرين.
تذكَّرت أجراس وإنشاد الكنيسة الأرثودكسية لساعات أيام الأحاد في الخرطوم 2، مع كل ذاك الزحام، وتلك الضجّة من المصلين، بثيابهم البيضاء والبدلات وأطفالهم. وكان الباعة الإثيوبيين يصطفون خارج الكنيسة بمنتجاتهم التقليدية من توابل وحبوب والعديد المنتجات بطيفٍ من الألوان معروضة في الشارع، وأيضاً جالت بذاكرتي ترانيم الكنيسة البروتستانتية الأكثر تقشفاً، وهو مبنىً كانوا يتشاركونه مع البروتستنتات السودانيين من جبال النوبة.
هذه جالية خَلَقَت لنفسها مساحة تربطها بالوطن، ومع هذا، كانت منفتحة على مُضيفتها؛ حيث أصبَحَت أطباقهم التقليدية، مثل الزغني والإنجيرا، معروفة لدى السودانيين. كما إن طقوس القهوة الإثيوبية، بأبخرة بخورها ومقبّلاتها ومستلزماتها، من أواني ومقاعد وطاولات منخفضة؛ أصبح مظهراً مألوفاً في الخرطوم.
منذ اندلاع الحرب، أُجبِرَ هؤلاء المهاجرين على النزوح لولايات آمنة، مثلما اضطر أغلب السكان، أو العودة لأوطانهم.
فكرة مدينة داخل المدينة، حيث يخلق الوافدون لأنفسهم مساحات تربطهم بأوطانهم، ويمارسون فيها عاداتهم الموروثة، هي عملية انسيابية، لا تحدث بمعزل من الناس. والمكان الذي احتواهم، حيث أن الوافد يأتي بمفرده وبمعزل عن جذوره التي كانت مغروسة في أرضه، مما يقتضي عليه التكيُّف مع البيئة الجديدة التي قامت باحتوائه. هذه المدن الداخلية هي بمثابة مكان يطمئنون إليه، ويمارسون به ارتباطهم بالوطن، وهي تظهر الاختلاف بينهم وبين مضيفيهم، ولكن أيضاً تظهر الأشياء المشتركة التي تُعزِّز الترابط.
صورة الغلاف © سارة النقر، تُظهر مقبرة إثيوبية وإريترية في الصحافة

مساكن كردفان
.jpeg)
مساكن كردفان
سُكَّان كردفان هم خليط من الإثنيات والقبائل المتنوعة، يبدأ تاريخ الجغرافيا السكانية لكردفان بدخول مختلف السكان إلى المنطقة، والذين وفدوا من الغرب عبر ليبيا ودارفور، ومن الشرق عن طريق النيل، واستوطنوا هذه البلاد واختلطوا بالسكان الأصليين: قبائل الأبَّالة والبقارة والنوبة وغيرها. كما شهدت مدينة الأبيض تغييراً ديموغرافيَّاً آخر في القرن التاسع عشر، خلال العهد التركي، بتوافد جاليات أجنبية كالأغاريق والشوام والأقباط و الهنود والأرمن.
من ناحية اقتصادية يمكن تقسيم سكان كردفان إلى قسمين:
"أهل الدار" وهم السكان المستقرون في المدن والقرى والحلال (حلة)، و يمتهنون العمالة الحضرية والزراعة والبستنة وتربية الحيوانات.
أهل المرحال، وهم رعاة الحيوانات، كالأبَّالة، وهم الذين يمتهنون تربية ورعاية الإبل. يرتحل الرجال على الجمال وتركب النساء الجمال المحفّلة. كذلك توجد قبائل البقارة وهي القبائل التي يمتهنون تربية ورعاية الأبقار، حيث يركب الرجال الثيران والخيل والحمير، وتركب النساء كذلك الثيران المُحفّلة. ويستخدم الرحل عدة وسائل لنقل موادهم الغذائية ومعدات المنزل وحتى الشعب التي تستخدم لبناء المنازل المؤقتة.
تغيَّرت وتطوَّرت مدينة الأبيض على مدى السنوات، كانت أحياء المدينة القديمة عبارة عن زرائب مُسوَّرة بالشوك، وداخل كلّ زريبة توجد مجموعة من القطاطي والكرنك والرواكيب وغيرها من أجزاء البيت. قُسِّمت المدينة إلى خمس مناطق حول الخور الذي يجري في المنتصف. أما تشكيل المدينة الحالي فقد حدث في فترات الحكم والاستعمار المختلفة.
سُكَّان كردفان هم خليط من الإثنيات والقبائل المتنوعة، يبدأ تاريخ الجغرافيا السكانية لكردفان بدخول مختلف السكان إلى المنطقة، والذين وفدوا من الغرب عبر ليبيا ودارفور، ومن الشرق عن طريق النيل، واستوطنوا هذه البلاد واختلطوا بالسكان الأصليين: قبائل الأبَّالة والبقارة والنوبة وغيرها. كما شهدت مدينة الأبيض تغييراً ديموغرافيَّاً آخر في القرن التاسع عشر، خلال العهد التركي، بتوافد جاليات أجنبية كالأغاريق والشوام والأقباط و الهنود والأرمن.
من ناحية اقتصادية يمكن تقسيم سكان كردفان إلى قسمين:
"أهل الدار" وهم السكان المستقرون في المدن والقرى والحلال (حلة)، و يمتهنون العمالة الحضرية والزراعة والبستنة وتربية الحيوانات.
أهل المرحال، وهم رعاة الحيوانات، كالأبَّالة، وهم الذين يمتهنون تربية ورعاية الإبل. يرتحل الرجال على الجمال وتركب النساء الجمال المحفّلة. كذلك توجد قبائل البقارة وهي القبائل التي يمتهنون تربية ورعاية الأبقار، حيث يركب الرجال الثيران والخيل والحمير، وتركب النساء كذلك الثيران المُحفّلة. ويستخدم الرحل عدة وسائل لنقل موادهم الغذائية ومعدات المنزل وحتى الشعب التي تستخدم لبناء المنازل المؤقتة.
تغيَّرت وتطوَّرت مدينة الأبيض على مدى السنوات، كانت أحياء المدينة القديمة عبارة عن زرائب مُسوَّرة بالشوك، وداخل كلّ زريبة توجد مجموعة من القطاطي والكرنك والرواكيب وغيرها من أجزاء البيت. قُسِّمت المدينة إلى خمس مناطق حول الخور الذي يجري في المنتصف. أما تشكيل المدينة الحالي فقد حدث في فترات الحكم والاستعمار المختلفة.
.jpeg)
سُكَّان كردفان هم خليط من الإثنيات والقبائل المتنوعة، يبدأ تاريخ الجغرافيا السكانية لكردفان بدخول مختلف السكان إلى المنطقة، والذين وفدوا من الغرب عبر ليبيا ودارفور، ومن الشرق عن طريق النيل، واستوطنوا هذه البلاد واختلطوا بالسكان الأصليين: قبائل الأبَّالة والبقارة والنوبة وغيرها. كما شهدت مدينة الأبيض تغييراً ديموغرافيَّاً آخر في القرن التاسع عشر، خلال العهد التركي، بتوافد جاليات أجنبية كالأغاريق والشوام والأقباط و الهنود والأرمن.
من ناحية اقتصادية يمكن تقسيم سكان كردفان إلى قسمين:
"أهل الدار" وهم السكان المستقرون في المدن والقرى والحلال (حلة)، و يمتهنون العمالة الحضرية والزراعة والبستنة وتربية الحيوانات.
أهل المرحال، وهم رعاة الحيوانات، كالأبَّالة، وهم الذين يمتهنون تربية ورعاية الإبل. يرتحل الرجال على الجمال وتركب النساء الجمال المحفّلة. كذلك توجد قبائل البقارة وهي القبائل التي يمتهنون تربية ورعاية الأبقار، حيث يركب الرجال الثيران والخيل والحمير، وتركب النساء كذلك الثيران المُحفّلة. ويستخدم الرحل عدة وسائل لنقل موادهم الغذائية ومعدات المنزل وحتى الشعب التي تستخدم لبناء المنازل المؤقتة.
تغيَّرت وتطوَّرت مدينة الأبيض على مدى السنوات، كانت أحياء المدينة القديمة عبارة عن زرائب مُسوَّرة بالشوك، وداخل كلّ زريبة توجد مجموعة من القطاطي والكرنك والرواكيب وغيرها من أجزاء البيت. قُسِّمت المدينة إلى خمس مناطق حول الخور الذي يجري في المنتصف. أما تشكيل المدينة الحالي فقد حدث في فترات الحكم والاستعمار المختلفة.

الأرض المتحركة
.jpeg)
الأرض المتحركة
ماذا تعني المدينة؟ عندما سألنا أحد سكان حي الحاج يوسف القديم عما إذا كان يعتبر حيَّهُ مدينةً، قال نعم. سألناه عن السبب، فقال إن السبب هو أن مجموعة كبيرة من الأجانب قد انتقلت الآن إلى الحي. كان الحاج يوسف في الأصل قرية تقع إلى الشمال من الخرطوم واختفت بسبب التوسع العمراني للمدينة. طَرَحتُ السؤال نفسه على أحد سكان قرية الشقيلاب، وهي قرية أخرى امتدت إليها المدينة في السنوات الأخيرة. كانت إجابته أن تغير معيشة السكان وإعادة تخطيط قريتهم جعلها مدينة. للحكومات أيضاً طرقها الخاصة في تحديد ماهية المدينة. فعادةً ما يكون عدد السكان في منطقة ما من الأرض هو المؤشر الرئيسي؛ وأحياناً يكون المؤشر هو أنواع الخدمات في المنطقة وحجمها، والتي تحددها أيضاً الكثافة السكانية لمنطقة جغرافية معينة لأن الخدمات يتم تحديدها لخدمة منطقة تجمع سكاني معين. ومع ذلك، فإن المفهوم المتفق عليه للمدينة هو أنها قطعة أرض ثابتة تتوسع وتنمو وتتغير لأسباب مختلفة، بما في ذلك التغيرات الاجتماعية والسياسية.
إن أحداث عام ٢٠٢٣ في السودان قد غيَّرت قواعد اللعبة. بحلول أبريل/نيسان ٢٠٢٤ أي بعد عام واحد بالضبط من بداية الحرب، كان قد نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، أي ما يقرب من ربع سكان السودان بالكامل، وفقاً لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة. هذا هو حجم سكان ما يُسمَّى "المدينة الضخمة" أو نحو عشرين مدينة عادية الحجم. إن استخدام المدينة كمقياس أمر بالغ الأهمية هنا، حيث أن وجود المدن واستدامتها يتطلب مستوى معين من البنية التحتية والقدرات والحوكمة وإنتاج الغذاء والخدمات الأساسية. لا يزال أكثر من ٨٠% من النازحين داخل السودان، حيث أنهم اندمجوا في قرى وبلدات ومدن صغيرة أخرى كانت ضعيفة التطور أصلاً. هذا العدد الكبير من السكان الجدد قد أرهق قدرة هذه المستوطنات وبالتالي يهدد البلاد بأكملها بأكبر أزمة إنسانية في العالم، وحالة حرجة من الأمن الغذائي والمجاعة.
لننظر الآن إلى نفس المشكلة من زاوية مختلفة. غالبية السكان النازحين هم من سكان المدن، كانوا قد نزحوا من ثلاث من أكبر المدن في السودان: الخرطوم وود مدني ونيالا. ومع ذلك، فإن معظم سكان السودان هم في الواقع من سكان الريف؛ مثل المزارعين والرعاة. هذه المجتمعات أيضاً تأثَّرت بالنزاع، حيث عطَّلت الحرب سبل عيشهم وأنماط حياتهم وطرق تنقلهم. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى المقارنة بين نمط حياة البدو الرحل، الذي ينطوي على التنقل الطوعي، والتنقل الناجم عن النزاع.
يتنقل البدو الرحل بأعداد كبيرة، وغالباً ما يكونون مصحوبين بمواشيهم التي يمكن أن تغطي مساحة مستوطنات صغيرة. وعلى غرار النازحين الحاليين، يمكن اعتبار السكان البدو الرحل قِطَعَاً متنقِّلة من الأرض. الرعاة يجوبون الأرض منذ قرون، إن لم يكن منذ آلاف السنين. وهم يعملون إلى حدٍّ كبير مثل المستوطنات الثابتة المنتظمة، حيث يَنمُون ويتقلص حجمهم. ولديهم خدمات متنقلة كاملة تلبّي احتياجات هذا العدد من الناس والحيوانات، على الرغم من أن نوع البنية التحتية المطلوبة للبدو الرحَّل تَختلف بوضوح عن المستوطنة المستقرة. فلا يزال لديهم خبراء طبيون وبيئيون، وطرق للتنقل والسكن وأنظمة حوكمة.
تُعتَبَر قوانين الأراضي المجتمعية والعرفية مسألة معقدة للغاية، لذا لن يكون من المجدي إدراجها في هذا النص. ومع ذلك، فإن الحاجة للأرض المطلوبة لإيواء جميع احتياجات البدو الرحل ستكون موجودة دائماً. إذا أخذنا استخدام الأرض أو الحق في شغل الأرض لفترات زمنية معينة كشكل من أشكال الملكية المؤقتة، فإن هذه الملكية الموسمية التي تحدث كل عام لسنوات تخلق حدوداً بين الاتفاقات العرفية والتعديات. إن الاستخدام المعني وكيفية تقاسم الموارد هي بعض من الأسباب العديدة التي تنشأ عنها الخلافات. لكن هذه الأطر تحمل أيضاً إجابات محتملة للمشاكل الحالية. ويمكن لاستعارة هذه الأطر في أن تساعد في معالجة قضايا النزوح الحالية. كيف تتحرَّك المدن؟ ما الذي يمكن أن يجعل للمدينة أربعة أرجل؟ ماذا لو استمر الناس في التنقل؟ كيف يمكن للخبراء الحضريين التعلم من الريف؟
ماذا تعني المدينة؟ عندما سألنا أحد سكان حي الحاج يوسف القديم عما إذا كان يعتبر حيَّهُ مدينةً، قال نعم. سألناه عن السبب، فقال إن السبب هو أن مجموعة كبيرة من الأجانب قد انتقلت الآن إلى الحي. كان الحاج يوسف في الأصل قرية تقع إلى الشمال من الخرطوم واختفت بسبب التوسع العمراني للمدينة. طَرَحتُ السؤال نفسه على أحد سكان قرية الشقيلاب، وهي قرية أخرى امتدت إليها المدينة في السنوات الأخيرة. كانت إجابته أن تغير معيشة السكان وإعادة تخطيط قريتهم جعلها مدينة. للحكومات أيضاً طرقها الخاصة في تحديد ماهية المدينة. فعادةً ما يكون عدد السكان في منطقة ما من الأرض هو المؤشر الرئيسي؛ وأحياناً يكون المؤشر هو أنواع الخدمات في المنطقة وحجمها، والتي تحددها أيضاً الكثافة السكانية لمنطقة جغرافية معينة لأن الخدمات يتم تحديدها لخدمة منطقة تجمع سكاني معين. ومع ذلك، فإن المفهوم المتفق عليه للمدينة هو أنها قطعة أرض ثابتة تتوسع وتنمو وتتغير لأسباب مختلفة، بما في ذلك التغيرات الاجتماعية والسياسية.
إن أحداث عام ٢٠٢٣ في السودان قد غيَّرت قواعد اللعبة. بحلول أبريل/نيسان ٢٠٢٤ أي بعد عام واحد بالضبط من بداية الحرب، كان قد نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، أي ما يقرب من ربع سكان السودان بالكامل، وفقاً لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة. هذا هو حجم سكان ما يُسمَّى "المدينة الضخمة" أو نحو عشرين مدينة عادية الحجم. إن استخدام المدينة كمقياس أمر بالغ الأهمية هنا، حيث أن وجود المدن واستدامتها يتطلب مستوى معين من البنية التحتية والقدرات والحوكمة وإنتاج الغذاء والخدمات الأساسية. لا يزال أكثر من ٨٠% من النازحين داخل السودان، حيث أنهم اندمجوا في قرى وبلدات ومدن صغيرة أخرى كانت ضعيفة التطور أصلاً. هذا العدد الكبير من السكان الجدد قد أرهق قدرة هذه المستوطنات وبالتالي يهدد البلاد بأكملها بأكبر أزمة إنسانية في العالم، وحالة حرجة من الأمن الغذائي والمجاعة.
لننظر الآن إلى نفس المشكلة من زاوية مختلفة. غالبية السكان النازحين هم من سكان المدن، كانوا قد نزحوا من ثلاث من أكبر المدن في السودان: الخرطوم وود مدني ونيالا. ومع ذلك، فإن معظم سكان السودان هم في الواقع من سكان الريف؛ مثل المزارعين والرعاة. هذه المجتمعات أيضاً تأثَّرت بالنزاع، حيث عطَّلت الحرب سبل عيشهم وأنماط حياتهم وطرق تنقلهم. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى المقارنة بين نمط حياة البدو الرحل، الذي ينطوي على التنقل الطوعي، والتنقل الناجم عن النزاع.
يتنقل البدو الرحل بأعداد كبيرة، وغالباً ما يكونون مصحوبين بمواشيهم التي يمكن أن تغطي مساحة مستوطنات صغيرة. وعلى غرار النازحين الحاليين، يمكن اعتبار السكان البدو الرحل قِطَعَاً متنقِّلة من الأرض. الرعاة يجوبون الأرض منذ قرون، إن لم يكن منذ آلاف السنين. وهم يعملون إلى حدٍّ كبير مثل المستوطنات الثابتة المنتظمة، حيث يَنمُون ويتقلص حجمهم. ولديهم خدمات متنقلة كاملة تلبّي احتياجات هذا العدد من الناس والحيوانات، على الرغم من أن نوع البنية التحتية المطلوبة للبدو الرحَّل تَختلف بوضوح عن المستوطنة المستقرة. فلا يزال لديهم خبراء طبيون وبيئيون، وطرق للتنقل والسكن وأنظمة حوكمة.
تُعتَبَر قوانين الأراضي المجتمعية والعرفية مسألة معقدة للغاية، لذا لن يكون من المجدي إدراجها في هذا النص. ومع ذلك، فإن الحاجة للأرض المطلوبة لإيواء جميع احتياجات البدو الرحل ستكون موجودة دائماً. إذا أخذنا استخدام الأرض أو الحق في شغل الأرض لفترات زمنية معينة كشكل من أشكال الملكية المؤقتة، فإن هذه الملكية الموسمية التي تحدث كل عام لسنوات تخلق حدوداً بين الاتفاقات العرفية والتعديات. إن الاستخدام المعني وكيفية تقاسم الموارد هي بعض من الأسباب العديدة التي تنشأ عنها الخلافات. لكن هذه الأطر تحمل أيضاً إجابات محتملة للمشاكل الحالية. ويمكن لاستعارة هذه الأطر في أن تساعد في معالجة قضايا النزوح الحالية. كيف تتحرَّك المدن؟ ما الذي يمكن أن يجعل للمدينة أربعة أرجل؟ ماذا لو استمر الناس في التنقل؟ كيف يمكن للخبراء الحضريين التعلم من الريف؟
.jpeg)
ماذا تعني المدينة؟ عندما سألنا أحد سكان حي الحاج يوسف القديم عما إذا كان يعتبر حيَّهُ مدينةً، قال نعم. سألناه عن السبب، فقال إن السبب هو أن مجموعة كبيرة من الأجانب قد انتقلت الآن إلى الحي. كان الحاج يوسف في الأصل قرية تقع إلى الشمال من الخرطوم واختفت بسبب التوسع العمراني للمدينة. طَرَحتُ السؤال نفسه على أحد سكان قرية الشقيلاب، وهي قرية أخرى امتدت إليها المدينة في السنوات الأخيرة. كانت إجابته أن تغير معيشة السكان وإعادة تخطيط قريتهم جعلها مدينة. للحكومات أيضاً طرقها الخاصة في تحديد ماهية المدينة. فعادةً ما يكون عدد السكان في منطقة ما من الأرض هو المؤشر الرئيسي؛ وأحياناً يكون المؤشر هو أنواع الخدمات في المنطقة وحجمها، والتي تحددها أيضاً الكثافة السكانية لمنطقة جغرافية معينة لأن الخدمات يتم تحديدها لخدمة منطقة تجمع سكاني معين. ومع ذلك، فإن المفهوم المتفق عليه للمدينة هو أنها قطعة أرض ثابتة تتوسع وتنمو وتتغير لأسباب مختلفة، بما في ذلك التغيرات الاجتماعية والسياسية.
إن أحداث عام ٢٠٢٣ في السودان قد غيَّرت قواعد اللعبة. بحلول أبريل/نيسان ٢٠٢٤ أي بعد عام واحد بالضبط من بداية الحرب، كان قد نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، أي ما يقرب من ربع سكان السودان بالكامل، وفقاً لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة. هذا هو حجم سكان ما يُسمَّى "المدينة الضخمة" أو نحو عشرين مدينة عادية الحجم. إن استخدام المدينة كمقياس أمر بالغ الأهمية هنا، حيث أن وجود المدن واستدامتها يتطلب مستوى معين من البنية التحتية والقدرات والحوكمة وإنتاج الغذاء والخدمات الأساسية. لا يزال أكثر من ٨٠% من النازحين داخل السودان، حيث أنهم اندمجوا في قرى وبلدات ومدن صغيرة أخرى كانت ضعيفة التطور أصلاً. هذا العدد الكبير من السكان الجدد قد أرهق قدرة هذه المستوطنات وبالتالي يهدد البلاد بأكملها بأكبر أزمة إنسانية في العالم، وحالة حرجة من الأمن الغذائي والمجاعة.
لننظر الآن إلى نفس المشكلة من زاوية مختلفة. غالبية السكان النازحين هم من سكان المدن، كانوا قد نزحوا من ثلاث من أكبر المدن في السودان: الخرطوم وود مدني ونيالا. ومع ذلك، فإن معظم سكان السودان هم في الواقع من سكان الريف؛ مثل المزارعين والرعاة. هذه المجتمعات أيضاً تأثَّرت بالنزاع، حيث عطَّلت الحرب سبل عيشهم وأنماط حياتهم وطرق تنقلهم. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى المقارنة بين نمط حياة البدو الرحل، الذي ينطوي على التنقل الطوعي، والتنقل الناجم عن النزاع.
يتنقل البدو الرحل بأعداد كبيرة، وغالباً ما يكونون مصحوبين بمواشيهم التي يمكن أن تغطي مساحة مستوطنات صغيرة. وعلى غرار النازحين الحاليين، يمكن اعتبار السكان البدو الرحل قِطَعَاً متنقِّلة من الأرض. الرعاة يجوبون الأرض منذ قرون، إن لم يكن منذ آلاف السنين. وهم يعملون إلى حدٍّ كبير مثل المستوطنات الثابتة المنتظمة، حيث يَنمُون ويتقلص حجمهم. ولديهم خدمات متنقلة كاملة تلبّي احتياجات هذا العدد من الناس والحيوانات، على الرغم من أن نوع البنية التحتية المطلوبة للبدو الرحَّل تَختلف بوضوح عن المستوطنة المستقرة. فلا يزال لديهم خبراء طبيون وبيئيون، وطرق للتنقل والسكن وأنظمة حوكمة.
تُعتَبَر قوانين الأراضي المجتمعية والعرفية مسألة معقدة للغاية، لذا لن يكون من المجدي إدراجها في هذا النص. ومع ذلك، فإن الحاجة للأرض المطلوبة لإيواء جميع احتياجات البدو الرحل ستكون موجودة دائماً. إذا أخذنا استخدام الأرض أو الحق في شغل الأرض لفترات زمنية معينة كشكل من أشكال الملكية المؤقتة، فإن هذه الملكية الموسمية التي تحدث كل عام لسنوات تخلق حدوداً بين الاتفاقات العرفية والتعديات. إن الاستخدام المعني وكيفية تقاسم الموارد هي بعض من الأسباب العديدة التي تنشأ عنها الخلافات. لكن هذه الأطر تحمل أيضاً إجابات محتملة للمشاكل الحالية. ويمكن لاستعارة هذه الأطر في أن تساعد في معالجة قضايا النزوح الحالية. كيف تتحرَّك المدن؟ ما الذي يمكن أن يجعل للمدينة أربعة أرجل؟ ماذا لو استمر الناس في التنقل؟ كيف يمكن للخبراء الحضريين التعلم من الريف؟

الرحل في الساحل

الرحل في الساحل
السودان هو جزء من منطقة الساحل، وهي منطقة مناخية أفريقية مميزة تتسم بالجفاف والحرارة والشمس والأمطار الموسمية؛ ويقع في أقصى شمال أفريقيا شريط من الأمطار التي يغذيها المحيط الأطلسي والمحيط الهندي البعيد. وقد طورت هنا عدة جماعات تقاليد ثقافية غنية ومتنوعة تتماشى مع المناظر الطبيعية والحياة التي تدعمها.
تعمل المجتمعات التي تعيش في منطقة الساحل مع المناخ. فالبعض يتبعون الأمطار إلى المراعي الموسمية حيث ترعى ماشيتهم. ويعمل آخرون مع الأمطار الموسمية لزراعة المحاصيل. وكلاهما مدعوم بالمناظر الطبيعية، وكلاهما يوفر الغذاء والسلع لتبادلها في السوق ودعم الإنتاج الحرفي المحلي.
تتألف هذه المجموعة من الأفلام الوثائقية من أربعة أفلام وثائقية تُظهر تراث وثقافة القبائل الرحل المتنوعة في دارفور وكردفان, تم تصوير وإنتاج هذه المجموعة من الأفلام التوثيقية كجزء من مشروع متاحف غرب السودان المجتمعية في العام ٢٠١٩ والذي كان من المقرر في البدء عرضها في ثلاثة متاحف في جميع أنحاء السودان، متحف بيت خليفة في أم درمان، الخرطوم، متحف شيكان في الأبيض، شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا، جنوب دارفور.
تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
رعاة البقر "بقارة"
صور وافلام أرشيفية من أرشيف جامعة دورهام يعرض محتوى توثيقي لحياة رعاة البقر الرحل أو ما يعرف بقبائل البقارة في في كردفان ودارفور. صوره ادوارد قومر بولارد بين العامين ١٩٣٩ و١٩٤٤. كما يوجد بالفيلم مجموعة صور من العام ١٩٦٥ صورها قونر هالند.
ثقافة الإبل في دارفور
في هذا الفيلم الوثائقي القصير يشرح محمد حسين ضو النور، وهو مربي إبل من نيالا في جنوب دارفور (هو أيضاً مدير سوق الإبل بنيالا)، أهمية الإبل في ثقافة قبيلته ودارفور وحياة الرحل بشكل عام. صُوّر هذا الفيديو في سوق نيالا للإبل، ٢١/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
الحياة أثناء التنقل؛ قبيلة الرزيقات في دارفور.
عمدة أبكر خريف مطر، أحد قادة المجتمع المحلي في قبيلة الرزيقات يتحدث عن حياة الترحال في دارفور، وكيف تعيش القبائل الرعوية مع الطبيعة والحيوانات، ويصف مباهج ومعاني نمط حياتهم. تم تصويره في غرب نيالا، ٢٠/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
قبيلة الكبابيش
يظهر هذا الفيديو مجموعة من بدو الإبل الرحل من قبيلة الكبابيش أثناء هجرتهم الموسمية بالقرب من الجبل، شمال غرب بارا، في أرض مغطاة بالكثبان الرملية الحمراء، أثناء توجههم نحو الأبيض بشمال كردفان. في فبراير ٢٠٢١. تصوير مايكل مالينسون.
-01.jpeg)
السودان هو جزء من منطقة الساحل، وهي منطقة مناخية أفريقية مميزة تتسم بالجفاف والحرارة والشمس والأمطار الموسمية؛ ويقع في أقصى شمال أفريقيا شريط من الأمطار التي يغذيها المحيط الأطلسي والمحيط الهندي البعيد. وقد طورت هنا عدة جماعات تقاليد ثقافية غنية ومتنوعة تتماشى مع المناظر الطبيعية والحياة التي تدعمها.
تعمل المجتمعات التي تعيش في منطقة الساحل مع المناخ. فالبعض يتبعون الأمطار إلى المراعي الموسمية حيث ترعى ماشيتهم. ويعمل آخرون مع الأمطار الموسمية لزراعة المحاصيل. وكلاهما مدعوم بالمناظر الطبيعية، وكلاهما يوفر الغذاء والسلع لتبادلها في السوق ودعم الإنتاج الحرفي المحلي.
تتألف هذه المجموعة من الأفلام الوثائقية من أربعة أفلام وثائقية تُظهر تراث وثقافة القبائل الرحل المتنوعة في دارفور وكردفان, تم تصوير وإنتاج هذه المجموعة من الأفلام التوثيقية كجزء من مشروع متاحف غرب السودان المجتمعية في العام ٢٠١٩ والذي كان من المقرر في البدء عرضها في ثلاثة متاحف في جميع أنحاء السودان، متحف بيت خليفة في أم درمان، الخرطوم، متحف شيكان في الأبيض، شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا، جنوب دارفور.
تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
رعاة البقر "بقارة"
صور وافلام أرشيفية من أرشيف جامعة دورهام يعرض محتوى توثيقي لحياة رعاة البقر الرحل أو ما يعرف بقبائل البقارة في في كردفان ودارفور. صوره ادوارد قومر بولارد بين العامين ١٩٣٩ و١٩٤٤. كما يوجد بالفيلم مجموعة صور من العام ١٩٦٥ صورها قونر هالند.
ثقافة الإبل في دارفور
في هذا الفيلم الوثائقي القصير يشرح محمد حسين ضو النور، وهو مربي إبل من نيالا في جنوب دارفور (هو أيضاً مدير سوق الإبل بنيالا)، أهمية الإبل في ثقافة قبيلته ودارفور وحياة الرحل بشكل عام. صُوّر هذا الفيديو في سوق نيالا للإبل، ٢١/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
الحياة أثناء التنقل؛ قبيلة الرزيقات في دارفور.
عمدة أبكر خريف مطر، أحد قادة المجتمع المحلي في قبيلة الرزيقات يتحدث عن حياة الترحال في دارفور، وكيف تعيش القبائل الرعوية مع الطبيعة والحيوانات، ويصف مباهج ومعاني نمط حياتهم. تم تصويره في غرب نيالا، ٢٠/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
قبيلة الكبابيش
يظهر هذا الفيديو مجموعة من بدو الإبل الرحل من قبيلة الكبابيش أثناء هجرتهم الموسمية بالقرب من الجبل، شمال غرب بارا، في أرض مغطاة بالكثبان الرملية الحمراء، أثناء توجههم نحو الأبيض بشمال كردفان. في فبراير ٢٠٢١. تصوير مايكل مالينسون.
-01.jpeg)

السودان هو جزء من منطقة الساحل، وهي منطقة مناخية أفريقية مميزة تتسم بالجفاف والحرارة والشمس والأمطار الموسمية؛ ويقع في أقصى شمال أفريقيا شريط من الأمطار التي يغذيها المحيط الأطلسي والمحيط الهندي البعيد. وقد طورت هنا عدة جماعات تقاليد ثقافية غنية ومتنوعة تتماشى مع المناظر الطبيعية والحياة التي تدعمها.
تعمل المجتمعات التي تعيش في منطقة الساحل مع المناخ. فالبعض يتبعون الأمطار إلى المراعي الموسمية حيث ترعى ماشيتهم. ويعمل آخرون مع الأمطار الموسمية لزراعة المحاصيل. وكلاهما مدعوم بالمناظر الطبيعية، وكلاهما يوفر الغذاء والسلع لتبادلها في السوق ودعم الإنتاج الحرفي المحلي.
تتألف هذه المجموعة من الأفلام الوثائقية من أربعة أفلام وثائقية تُظهر تراث وثقافة القبائل الرحل المتنوعة في دارفور وكردفان, تم تصوير وإنتاج هذه المجموعة من الأفلام التوثيقية كجزء من مشروع متاحف غرب السودان المجتمعية في العام ٢٠١٩ والذي كان من المقرر في البدء عرضها في ثلاثة متاحف في جميع أنحاء السودان، متحف بيت خليفة في أم درمان، الخرطوم، متحف شيكان في الأبيض، شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا، جنوب دارفور.
تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
رعاة البقر "بقارة"
صور وافلام أرشيفية من أرشيف جامعة دورهام يعرض محتوى توثيقي لحياة رعاة البقر الرحل أو ما يعرف بقبائل البقارة في في كردفان ودارفور. صوره ادوارد قومر بولارد بين العامين ١٩٣٩ و١٩٤٤. كما يوجد بالفيلم مجموعة صور من العام ١٩٦٥ صورها قونر هالند.
ثقافة الإبل في دارفور
في هذا الفيلم الوثائقي القصير يشرح محمد حسين ضو النور، وهو مربي إبل من نيالا في جنوب دارفور (هو أيضاً مدير سوق الإبل بنيالا)، أهمية الإبل في ثقافة قبيلته ودارفور وحياة الرحل بشكل عام. صُوّر هذا الفيديو في سوق نيالا للإبل، ٢١/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
الحياة أثناء التنقل؛ قبيلة الرزيقات في دارفور.
عمدة أبكر خريف مطر، أحد قادة المجتمع المحلي في قبيلة الرزيقات يتحدث عن حياة الترحال في دارفور، وكيف تعيش القبائل الرعوية مع الطبيعة والحيوانات، ويصف مباهج ومعاني نمط حياتهم. تم تصويره في غرب نيالا، ٢٠/١١/٢٠١٩ من تصوير مارك واتمور.
قبيلة الكبابيش
يظهر هذا الفيديو مجموعة من بدو الإبل الرحل من قبيلة الكبابيش أثناء هجرتهم الموسمية بالقرب من الجبل، شمال غرب بارا، في أرض مغطاة بالكثبان الرملية الحمراء، أثناء توجههم نحو الأبيض بشمال كردفان. في فبراير ٢٠٢١. تصوير مايكل مالينسون.
-01.jpeg)

سرير

سرير
قد أصبح معنى وما يعنيه البيت هو أمر شديد الضبابية في سودان ما بعد الحرب، فما يختار أن يتركه الناس وراءهم وما يأخذونه معهم كجزء من المنازل التي تركوها يمكن أن يعطي لمحات عما يهم حقًا.
أما السرير الذي يعد من أكثر أجزاء المنزل حميمية هو رمز للراحة والضيافة. أن يتم تقديم سرير للنوم والاتكاء هو لفتة شائعة في الأسر السودانية كضيافة وشمل الضيف في الأسرة. وبذلك يتغير أيضاً مفهوم ما هو خاص وما هو عام، حيث يتشارك الناس السكن مع الآخرين وينامون في الأماكن العامة التي يحاول الآخرون التعامل معها على أنها خاصة.
أكثر أنواع الأسرة شيوعًا في السودان هو العنقريب وهو سرير منخفض ذو إطار خشبي منسوج بأنواع مختلفة من المواد حسب المواد المتوفرة في المنطقة. يعتبر العنقريب عنصراً أساسياً في المناسبات والطقوس التراثية المختلفة مثل حفلات الزفاف والجنازات، وقد كان جزءاً من الثقافة السودانية منذ العصر البرونزي لمملكة الكرمة من١٥٥٠-١٧٥٠ قبل الميلاد، حيث كان يستخدم لدفن الناس في ذلك الوقت.

إطار خشبي لسرير؛ أقدام السرير لها حافر ثور من المملكة الحديثة، تم شراؤه من خلال: السير إرنست إيه تي واليس بادج عام ١٨٨٧
أكثر ما يميز العناقريب أنها عملية جداً ويمكن استخدامها مع أو بدون مرتبة، وهي خفيفة الوزن ويمكن حملها من قبل شخص واحد، ولهذا السبب نادراً ما تعتبر قطعة أثاث ثابتة، ويتم سحب الأسرة من الظل خلال أمسيات الصيف في شمال السودان إلى الفناء لتنام العائلات وتقضي الأمسيات في الهواء البارد، ومنظر العنقريب وهو مربوط على جانب الشاحنات هو مظهر شائع كذلك اتكائه على واجهات المحلات حيث تصبح الشوارع غرف نوم للعديد من المسافرين والمترحلين. وفي منازل الأعراس تصبح الأسرة رفوفاً لتجفيف الأطباق وسطحاً للعديد من الاستخدامات.

وسادة جلدية. على شكل ساعة رملية مع حشوات سوداء وبرتقالية على كلا الجانبين لتوسيع الشكل. مزينة بتطريز جلدي برتقالي وأسود على أحد الوجهين.
السودان؛ دارفور
أركيل، أنتوني جون [جامع ميداني ومتبرع]
المجموعة الثقافية: فلاتة إبي؛ فيلاني بدوي؛ بقرة
١٩٣٧
السرير هو أول ما يتم تجميعه وتركيبه ثم يتم بناء الخيمة حوله في كثير من مستوطنات البدو الرحل، ومفهوم الخصوصية هو الأساس حيث يتم وضع السرير في الجزء الأكثر خصوصية من المنزل المؤقت، بينما يستخدم الجانب الأمامي من الخيمة وكذلك محيط الخيمة للأنشطة المنزلية الأخرى.
عادة ما تكون هذه الأسرّة أعلى من العناقريب العادية لتوفير المزيد من الخصوصية، كما أن حجمها يأخذ حضوراً طاغياً في الخيمة.

مجموعة من النساء من قبيلة الأمبررو في نيالا يشرحن كيفية بناء المنزل ٢٠٢٠ © زينب جعفر


مطبوعتان فوتوغرافيتان (بالأبيض والأسود)؛ 1. تظهر مجموعة من السلال المنسوجة (الكيريو والعُمرة) وخلفها سرير في خيمة. أم كرارة، جنوب دارفور. 2. تظهر محفة جمل وسرير خارج خيمة.
مايو ١٩٨١
تم التصوير في: دارفور، أم كرارة
يشير بول ويلسون إلى أن هذه واحدة من مجموعة صور التقطت في أم كرارة بالقرب من الرجاج؛ معسكر الشيخ محمد سيارة أبو زكريا [رزيقات جمالة]. 1. سرير [ يسميه الجمالة "حديت"، ويسميه البقارة "دارنجال"، ويسميه الفلاتة "دارنجال" أو "لايسو" أو "فيل"] ويتكون من شرائح من الخيزران المربوطة بالجلد، ويستند على أعواد فوق الأرض بقدم. ويوجد خلف السرير بجانب قماش الخيمة عدد من السلال - كيريو + أومرا". 2. " الشبرية أو الجفنة - المحفة. وأمامها السرير / "الدارنجال"".
انظر ملف المجموعة Af1981، 18.1-70.
المجموعة الثقافية: الرزيقات
صورة الغلاف © زينب جعفر
قد أصبح معنى وما يعنيه البيت هو أمر شديد الضبابية في سودان ما بعد الحرب، فما يختار أن يتركه الناس وراءهم وما يأخذونه معهم كجزء من المنازل التي تركوها يمكن أن يعطي لمحات عما يهم حقًا.
أما السرير الذي يعد من أكثر أجزاء المنزل حميمية هو رمز للراحة والضيافة. أن يتم تقديم سرير للنوم والاتكاء هو لفتة شائعة في الأسر السودانية كضيافة وشمل الضيف في الأسرة. وبذلك يتغير أيضاً مفهوم ما هو خاص وما هو عام، حيث يتشارك الناس السكن مع الآخرين وينامون في الأماكن العامة التي يحاول الآخرون التعامل معها على أنها خاصة.
أكثر أنواع الأسرة شيوعًا في السودان هو العنقريب وهو سرير منخفض ذو إطار خشبي منسوج بأنواع مختلفة من المواد حسب المواد المتوفرة في المنطقة. يعتبر العنقريب عنصراً أساسياً في المناسبات والطقوس التراثية المختلفة مثل حفلات الزفاف والجنازات، وقد كان جزءاً من الثقافة السودانية منذ العصر البرونزي لمملكة الكرمة من١٥٥٠-١٧٥٠ قبل الميلاد، حيث كان يستخدم لدفن الناس في ذلك الوقت.

إطار خشبي لسرير؛ أقدام السرير لها حافر ثور من المملكة الحديثة، تم شراؤه من خلال: السير إرنست إيه تي واليس بادج عام ١٨٨٧
أكثر ما يميز العناقريب أنها عملية جداً ويمكن استخدامها مع أو بدون مرتبة، وهي خفيفة الوزن ويمكن حملها من قبل شخص واحد، ولهذا السبب نادراً ما تعتبر قطعة أثاث ثابتة، ويتم سحب الأسرة من الظل خلال أمسيات الصيف في شمال السودان إلى الفناء لتنام العائلات وتقضي الأمسيات في الهواء البارد، ومنظر العنقريب وهو مربوط على جانب الشاحنات هو مظهر شائع كذلك اتكائه على واجهات المحلات حيث تصبح الشوارع غرف نوم للعديد من المسافرين والمترحلين. وفي منازل الأعراس تصبح الأسرة رفوفاً لتجفيف الأطباق وسطحاً للعديد من الاستخدامات.

وسادة جلدية. على شكل ساعة رملية مع حشوات سوداء وبرتقالية على كلا الجانبين لتوسيع الشكل. مزينة بتطريز جلدي برتقالي وأسود على أحد الوجهين.
السودان؛ دارفور
أركيل، أنتوني جون [جامع ميداني ومتبرع]
المجموعة الثقافية: فلاتة إبي؛ فيلاني بدوي؛ بقرة
١٩٣٧
السرير هو أول ما يتم تجميعه وتركيبه ثم يتم بناء الخيمة حوله في كثير من مستوطنات البدو الرحل، ومفهوم الخصوصية هو الأساس حيث يتم وضع السرير في الجزء الأكثر خصوصية من المنزل المؤقت، بينما يستخدم الجانب الأمامي من الخيمة وكذلك محيط الخيمة للأنشطة المنزلية الأخرى.
عادة ما تكون هذه الأسرّة أعلى من العناقريب العادية لتوفير المزيد من الخصوصية، كما أن حجمها يأخذ حضوراً طاغياً في الخيمة.

مجموعة من النساء من قبيلة الأمبررو في نيالا يشرحن كيفية بناء المنزل ٢٠٢٠ © زينب جعفر


مطبوعتان فوتوغرافيتان (بالأبيض والأسود)؛ 1. تظهر مجموعة من السلال المنسوجة (الكيريو والعُمرة) وخلفها سرير في خيمة. أم كرارة، جنوب دارفور. 2. تظهر محفة جمل وسرير خارج خيمة.
مايو ١٩٨١
تم التصوير في: دارفور، أم كرارة
يشير بول ويلسون إلى أن هذه واحدة من مجموعة صور التقطت في أم كرارة بالقرب من الرجاج؛ معسكر الشيخ محمد سيارة أبو زكريا [رزيقات جمالة]. 1. سرير [ يسميه الجمالة "حديت"، ويسميه البقارة "دارنجال"، ويسميه الفلاتة "دارنجال" أو "لايسو" أو "فيل"] ويتكون من شرائح من الخيزران المربوطة بالجلد، ويستند على أعواد فوق الأرض بقدم. ويوجد خلف السرير بجانب قماش الخيمة عدد من السلال - كيريو + أومرا". 2. " الشبرية أو الجفنة - المحفة. وأمامها السرير / "الدارنجال"".
انظر ملف المجموعة Af1981، 18.1-70.
المجموعة الثقافية: الرزيقات
صورة الغلاف © زينب جعفر

قد أصبح معنى وما يعنيه البيت هو أمر شديد الضبابية في سودان ما بعد الحرب، فما يختار أن يتركه الناس وراءهم وما يأخذونه معهم كجزء من المنازل التي تركوها يمكن أن يعطي لمحات عما يهم حقًا.
أما السرير الذي يعد من أكثر أجزاء المنزل حميمية هو رمز للراحة والضيافة. أن يتم تقديم سرير للنوم والاتكاء هو لفتة شائعة في الأسر السودانية كضيافة وشمل الضيف في الأسرة. وبذلك يتغير أيضاً مفهوم ما هو خاص وما هو عام، حيث يتشارك الناس السكن مع الآخرين وينامون في الأماكن العامة التي يحاول الآخرون التعامل معها على أنها خاصة.
أكثر أنواع الأسرة شيوعًا في السودان هو العنقريب وهو سرير منخفض ذو إطار خشبي منسوج بأنواع مختلفة من المواد حسب المواد المتوفرة في المنطقة. يعتبر العنقريب عنصراً أساسياً في المناسبات والطقوس التراثية المختلفة مثل حفلات الزفاف والجنازات، وقد كان جزءاً من الثقافة السودانية منذ العصر البرونزي لمملكة الكرمة من١٥٥٠-١٧٥٠ قبل الميلاد، حيث كان يستخدم لدفن الناس في ذلك الوقت.

إطار خشبي لسرير؛ أقدام السرير لها حافر ثور من المملكة الحديثة، تم شراؤه من خلال: السير إرنست إيه تي واليس بادج عام ١٨٨٧
أكثر ما يميز العناقريب أنها عملية جداً ويمكن استخدامها مع أو بدون مرتبة، وهي خفيفة الوزن ويمكن حملها من قبل شخص واحد، ولهذا السبب نادراً ما تعتبر قطعة أثاث ثابتة، ويتم سحب الأسرة من الظل خلال أمسيات الصيف في شمال السودان إلى الفناء لتنام العائلات وتقضي الأمسيات في الهواء البارد، ومنظر العنقريب وهو مربوط على جانب الشاحنات هو مظهر شائع كذلك اتكائه على واجهات المحلات حيث تصبح الشوارع غرف نوم للعديد من المسافرين والمترحلين. وفي منازل الأعراس تصبح الأسرة رفوفاً لتجفيف الأطباق وسطحاً للعديد من الاستخدامات.

وسادة جلدية. على شكل ساعة رملية مع حشوات سوداء وبرتقالية على كلا الجانبين لتوسيع الشكل. مزينة بتطريز جلدي برتقالي وأسود على أحد الوجهين.
السودان؛ دارفور
أركيل، أنتوني جون [جامع ميداني ومتبرع]
المجموعة الثقافية: فلاتة إبي؛ فيلاني بدوي؛ بقرة
١٩٣٧
السرير هو أول ما يتم تجميعه وتركيبه ثم يتم بناء الخيمة حوله في كثير من مستوطنات البدو الرحل، ومفهوم الخصوصية هو الأساس حيث يتم وضع السرير في الجزء الأكثر خصوصية من المنزل المؤقت، بينما يستخدم الجانب الأمامي من الخيمة وكذلك محيط الخيمة للأنشطة المنزلية الأخرى.
عادة ما تكون هذه الأسرّة أعلى من العناقريب العادية لتوفير المزيد من الخصوصية، كما أن حجمها يأخذ حضوراً طاغياً في الخيمة.

مجموعة من النساء من قبيلة الأمبررو في نيالا يشرحن كيفية بناء المنزل ٢٠٢٠ © زينب جعفر


مطبوعتان فوتوغرافيتان (بالأبيض والأسود)؛ 1. تظهر مجموعة من السلال المنسوجة (الكيريو والعُمرة) وخلفها سرير في خيمة. أم كرارة، جنوب دارفور. 2. تظهر محفة جمل وسرير خارج خيمة.
مايو ١٩٨١
تم التصوير في: دارفور، أم كرارة
يشير بول ويلسون إلى أن هذه واحدة من مجموعة صور التقطت في أم كرارة بالقرب من الرجاج؛ معسكر الشيخ محمد سيارة أبو زكريا [رزيقات جمالة]. 1. سرير [ يسميه الجمالة "حديت"، ويسميه البقارة "دارنجال"، ويسميه الفلاتة "دارنجال" أو "لايسو" أو "فيل"] ويتكون من شرائح من الخيزران المربوطة بالجلد، ويستند على أعواد فوق الأرض بقدم. ويوجد خلف السرير بجانب قماش الخيمة عدد من السلال - كيريو + أومرا". 2. " الشبرية أو الجفنة - المحفة. وأمامها السرير / "الدارنجال"".
انظر ملف المجموعة Af1981، 18.1-70.
المجموعة الثقافية: الرزيقات
صورة الغلاف © زينب جعفر

سكة: تاريخ العودة

سكة: تاريخ العودة
الصور في هذا المعرض هي من مساهمة لوكال في كتاب "السودان يُحكى من جديد"، من بين ٣١ فنانًا سودانيًا يروون قصصًا من وطنهم. نُشر الكتاب في عام ٢٠١٩ بواسطة دار هيرنكوست للنشر، وحرره لاريسا ديانا فورمان وخالد البيه.
الصور في هذا المعرض هي من مساهمة لوكال في كتاب "السودان يُحكى من جديد"، من بين ٣١ فنانًا سودانيًا يروون قصصًا من وطنهم. نُشر الكتاب في عام ٢٠١٩ بواسطة دار هيرنكوست للنشر، وحرره لاريسا ديانا فورمان وخالد البيه.

الصور في هذا المعرض هي من مساهمة لوكال في كتاب "السودان يُحكى من جديد"، من بين ٣١ فنانًا سودانيًا يروون قصصًا من وطنهم. نُشر الكتاب في عام ٢٠١٩ بواسطة دار هيرنكوست للنشر، وحرره لاريسا ديانا فورمان وخالد البيه.

Due North

Due North
Several years ago, my father was invited by our distant relatives to join them on a unique journey from Sudan to Egypt. This would have been an unremarkable invitation if it hadn’t been for the fact that this journey was on land, through miles of arid desert, on camel back, on a route that has been used for several centuries. The invitation was to accompany the last camel caravan that our tribe the Garareesh would take to the Daraw camel market in Egypt by land through the desert, as a new road had been completed and any future trips would be taken on lorries.
Travel in all its forms is a tradition as old as time itself. Humans have been on the move forever: for food, for shelter, for safety, for exploration, and for pilgrimage. Sometimes they return to their original homes, often home is wherever they put their heads down to rest. Sometimes home is what they are searching for in the first place. This movement could be voluntary, in search of greener pastures, new relationships and economic opportunities. Or it could be forced, fleeing violence or drought, or bound into slavery to be sold. It could be on foot, on animal or on vehicles. Regardless of form or reason, it always holds one thing in common: the expectation – or fear – of something new. Sudan is no different, and its unique location as a gateway to Africa and a bridge to Mecca and Egypt has made it a busy crossroads for centuries. The camel caravans were and continue to be an inseparable part of this fabric, transporting and being transported to different destinations along routes that have been imprinted into the memory of the land and its people.
The magnificence of the camel– a wondrous creation built for the desert – is not limited to its function as a ‘vehicle of the desert’, although this function is no ordinary one. The animal has an unmatched adaptability to the harsh, hot, dry conditions, the ability to go without water or food for up to three weeks, its steady, unfaltering stride for hours on end, and its ability to carry loads many times more than other beasts of labour.

Camels are also favoured for their different products; camel meat is a popular dietary choice in many countries especially Egypt, the hide is exported to Europe to make leather products of the highest quality, and the bones are used to refine sugar, to name just a few. Some camel products are known for their near-mythical healing powers, mostly in their milk, but also strangely in their urine. As a young physician practicing in the Gulf, I witnessed this curious phenomenon first-hand.
A Bedouin baby was diagnosed with infantile leukemia in the hospital I was working in, but her family refused to let her receive any kind of medical treatment. She was brought to the hospital only when she had a fever or diarrhoea. Her diagnosis was confirmed more than once with a bone marrow aspiration – an uncomfortable procedure where a sample is taken from the marrow of the hip bone to give a picture of what blood cells are being produced and in what number. On a follow up visit and repeated test, we were shocked to find that the bone marrow contained no cancerous white blood cells at all. Which was virtually impossible because leukemia doesn’t just disappear. They told us they were giving her a small bottle of camel urine every morning.
Indeed, on more than one follow-up visit, repeated tests showed the same thing: no blood cancer cells. It appeared that the camel urine had some kind of corticosteroid effect that suppressed their production, or maybe even killed them. This effect proved to be temporary, however, and the little girl suffered from a vicious flareup of her illness and sadly passed away two months after her first birthday.
Camel routes between Sudan and Egypt
Desert routes have long been the economic lifeline between Egypt and Sudan, and from Sudan to the rest of Africa. For all its might, the River Nile has played a role of little importance in the context of trade between the two countries it links together, mainly due to the presence of six cataracts that impede movement necessary for trade. Rather, the Nile facilitated the movement of invaders over the years, carrying steamboats of missionaries and soldiers, the most famous of which was the failed expedition sent to rescue Charles Gordon. The desert routes were and continue to be an irreplaceable line along which goods, currency, culture and relationships travel back and forth between Sudan and Egypt, and through which the cultural effect of Sudan on Egypt is evident.
The routes follow the water, crossing the desert along strings of wells scattered in different directions. The three main routes the camel caravans have taken over the centuries between Sudan and Egypt are the Ababda and the Almiheila Routes for caravans coming from the east, and the Way of The Forty for those coming from the west. The biggest route is the Ababda Route named after the Ababda tribe, and dates back to the Funj Dynasty. It originates from Hussein Khalifa Basha’s palace in Eldamar in what is now the River Nile State, and passes through Korosko to Aswan to the Daraw Market in Egypt. This route was great importance for the area and for the different governments of Sudan.
The second route is the Almiheila Route from Alkasinger in the Northern State to Dalgo and has eight wells along the way. The third route is the Way of The Forty or Darb Al Arba’en, with caravans mostly from the Kababeesh tribes of Darfur in the west of Sudan and takes forty days from origin to destination. The Way of the Forty is thought to be named not just for its duration, but also for the number of trips different dervishes had taken along it, and the miracles they were thought to have performed along the way such as crossing the entire length of it on foot.
Up until 1895 there was a fourth route for the camel caravans: the now-extinct Madinab Route, named after the Madinab tribe, who used to travel in enormous caravans of up to two thousand camels to Egypt. Their route was unique in that it had no water wells at all and would have been impossible to take if it weren’t for the tribe’s use of special leather pouches impermeable to water, which they would bury deep in the desert along the way to Egypt, and dig up on the way back. The Madinab, who were famous for their integrity and honesty in trade, were completely wiped out in the Mahdiya wars, taking their caravan secrets with them.
Camel are bought from different tribes and camel markets and grouped together in caravans of growing number, with each group of camels marked with a specific mark that shows who it belongs it. If the camel should die on the way to Egypt, this mark and the bit of skin it is on it cut out and brought back to the owner as proof. The trek through the desert is a difficult one both for the animals and their riders, and not everyone lives to see the end of it. The team accompanying the caravan is made up of seasoned men with a guide familiar with the desert and its dangers, who knows where to find the wells and where to avoid snakes, scorpions and quick-sand.
The caravans travel in groups of up to one hundred camels at a time with a space of two or three days between each batch, as the capacity of the desert wells is limited and can support only so many at a time. They enter Egypt through Aswan and are met at the veterinary centers in Daraw were the camels are inspected and tagged, then loaded onto open-roofed trains to be transported the markets for sale. On the way to Egypt the riders stock up on traditional and Western medicines for themselves and the animals, non-perishable foods and matches, razor blades and needles, and tea and sugar. They arm themselves with rifles for protection from robbers lurking in the dunes. Contraband runners traveling the back routes also carried rifles but smuggled them into Egypt where weapon licenses are difficult to obtain, and smuggled back bullets into Sudan where ammunition can only be purchased through licensed stores. Caravans traveling legally bring back clothes, Egyptian cologne and perfumed soap, water pumps and filters, and molasses and sugar back to Sudan.

Gateway Between East and West
Camel caravans also transport people, livestock and merchandise from the different landlocked countries of Africa through Sudan to the Red Sea. The historic port of Suakin, a main port since as far back as the 10th century, used to be the main gateway between Africa and the East particularly for Muslim pilgrims heading to Mecca, for merchants on both side of the Red Sea, and between Africa and Europe after the Suez Canal was built. Until it was replaced by Port Sudan in the 1920s, the island port received and dispatched hundreds of camel caravans a year. The camels arrived and left the port through different routes: south from Ethiopia, north to Egypt, and north-east to Berber. They carried all sorts of merchandise depending on their origin, the diversity reflecting the diversity of the country and people of Sudan itself: sesame seeds and oil, sorghum, gum Arabic, cotton, honey, butter, coffee, tobacco and rubber. Also, rhinocerous horn, ebony, ostrich feathers, gold, musk, tortoise and seashells, mother-of-pearl and fish. And of course, racing camels, sheep, cattle and slaves.
In Suakin, the legendary Shinnawi Palace provided boarding for the camel caravans, with hundred of rooms on the top, the camel stables on the ground floor, and the massive courtyard that could hold one hundred camels at a time for loading and offloading.

In an interesting coming-to-a-full-circle moment, the detested Turkish governors of Suakin who oversaw the trade facilitated by the camel caravans also collected the taxes, and the caravans carrying these taxes north to the government in Egypt were regularly attacked by celebrated camel-riding highway men from the nomadic Arab tribes of the North. The government showed zero tolerance or mercy to whoever dared to bother these caravans – particularly on the Ababda Route – and punished those they caught in all terrible manners such as beheading and burning alive to make them an example for others.
The camel caravans in A Mouth Full of Salt
In my novel A Mouth Full of Salt, a young man from a village in North Sudan travels with the camel caravans to Egypt on the Ababda Route, which is also the route my own relatives – the Garareesh tribe – took up until the road was built, and which my father was invited to join them on but could not due to work commitments. While the camel trade is still quite alive and kicking, changing times have dictated changing traditions. The days’ long journey is no longer trekked through the desert. Instead, camels are now loaded onto lorries and driven along the new road to Egypt through the Argeen border. This trip takes just eight hours from Dongola to the Daraw market. The camels and their carers arrive a little dusty but otherwise in full strength and luster. Camels are still exported in the thousands not only for their meat and other products, but also for camel racing and beauty pageants.
The camel train made its way into my novel in bits and pieces. The camel trade with all its glory and income does not exist everywhere in Sudan. Even in the Northern State only specific areas and tribes still hold onto this tradition and are able to breed camels and trade in them. Camels are not easy beings to be tamed and dominated, and some breeds are known for their ferocity. There are all sorts of stories about what goes in the mind of a camel concerning humans they deem undesirable. I will always remember a story I was told about a herder who beat and insulted his camel, and when they were out in the desert when night, the camel (allegedly) waited until everyone was asleep then quietly moved over to wear the man was and sat on him. I find it a little troubling that after everything I learned about camels, I am still unable to tell if this story was true or made up.
This article was written with the valuable expertise and experience of Prof. Abdelrahim M Salih, professor of Anthropology and Linguistics at American University
Several years ago, my father was invited by our distant relatives to join them on a unique journey from Sudan to Egypt. This would have been an unremarkable invitation if it hadn’t been for the fact that this journey was on land, through miles of arid desert, on camel back, on a route that has been used for several centuries. The invitation was to accompany the last camel caravan that our tribe the Garareesh would take to the Daraw camel market in Egypt by land through the desert, as a new road had been completed and any future trips would be taken on lorries.
Travel in all its forms is a tradition as old as time itself. Humans have been on the move forever: for food, for shelter, for safety, for exploration, and for pilgrimage. Sometimes they return to their original homes, often home is wherever they put their heads down to rest. Sometimes home is what they are searching for in the first place. This movement could be voluntary, in search of greener pastures, new relationships and economic opportunities. Or it could be forced, fleeing violence or drought, or bound into slavery to be sold. It could be on foot, on animal or on vehicles. Regardless of form or reason, it always holds one thing in common: the expectation – or fear – of something new. Sudan is no different, and its unique location as a gateway to Africa and a bridge to Mecca and Egypt has made it a busy crossroads for centuries. The camel caravans were and continue to be an inseparable part of this fabric, transporting and being transported to different destinations along routes that have been imprinted into the memory of the land and its people.
The magnificence of the camel– a wondrous creation built for the desert – is not limited to its function as a ‘vehicle of the desert’, although this function is no ordinary one. The animal has an unmatched adaptability to the harsh, hot, dry conditions, the ability to go without water or food for up to three weeks, its steady, unfaltering stride for hours on end, and its ability to carry loads many times more than other beasts of labour.

Camels are also favoured for their different products; camel meat is a popular dietary choice in many countries especially Egypt, the hide is exported to Europe to make leather products of the highest quality, and the bones are used to refine sugar, to name just a few. Some camel products are known for their near-mythical healing powers, mostly in their milk, but also strangely in their urine. As a young physician practicing in the Gulf, I witnessed this curious phenomenon first-hand.
A Bedouin baby was diagnosed with infantile leukemia in the hospital I was working in, but her family refused to let her receive any kind of medical treatment. She was brought to the hospital only when she had a fever or diarrhoea. Her diagnosis was confirmed more than once with a bone marrow aspiration – an uncomfortable procedure where a sample is taken from the marrow of the hip bone to give a picture of what blood cells are being produced and in what number. On a follow up visit and repeated test, we were shocked to find that the bone marrow contained no cancerous white blood cells at all. Which was virtually impossible because leukemia doesn’t just disappear. They told us they were giving her a small bottle of camel urine every morning.
Indeed, on more than one follow-up visit, repeated tests showed the same thing: no blood cancer cells. It appeared that the camel urine had some kind of corticosteroid effect that suppressed their production, or maybe even killed them. This effect proved to be temporary, however, and the little girl suffered from a vicious flareup of her illness and sadly passed away two months after her first birthday.
Camel routes between Sudan and Egypt
Desert routes have long been the economic lifeline between Egypt and Sudan, and from Sudan to the rest of Africa. For all its might, the River Nile has played a role of little importance in the context of trade between the two countries it links together, mainly due to the presence of six cataracts that impede movement necessary for trade. Rather, the Nile facilitated the movement of invaders over the years, carrying steamboats of missionaries and soldiers, the most famous of which was the failed expedition sent to rescue Charles Gordon. The desert routes were and continue to be an irreplaceable line along which goods, currency, culture and relationships travel back and forth between Sudan and Egypt, and through which the cultural effect of Sudan on Egypt is evident.
The routes follow the water, crossing the desert along strings of wells scattered in different directions. The three main routes the camel caravans have taken over the centuries between Sudan and Egypt are the Ababda and the Almiheila Routes for caravans coming from the east, and the Way of The Forty for those coming from the west. The biggest route is the Ababda Route named after the Ababda tribe, and dates back to the Funj Dynasty. It originates from Hussein Khalifa Basha’s palace in Eldamar in what is now the River Nile State, and passes through Korosko to Aswan to the Daraw Market in Egypt. This route was great importance for the area and for the different governments of Sudan.
The second route is the Almiheila Route from Alkasinger in the Northern State to Dalgo and has eight wells along the way. The third route is the Way of The Forty or Darb Al Arba’en, with caravans mostly from the Kababeesh tribes of Darfur in the west of Sudan and takes forty days from origin to destination. The Way of the Forty is thought to be named not just for its duration, but also for the number of trips different dervishes had taken along it, and the miracles they were thought to have performed along the way such as crossing the entire length of it on foot.
Up until 1895 there was a fourth route for the camel caravans: the now-extinct Madinab Route, named after the Madinab tribe, who used to travel in enormous caravans of up to two thousand camels to Egypt. Their route was unique in that it had no water wells at all and would have been impossible to take if it weren’t for the tribe’s use of special leather pouches impermeable to water, which they would bury deep in the desert along the way to Egypt, and dig up on the way back. The Madinab, who were famous for their integrity and honesty in trade, were completely wiped out in the Mahdiya wars, taking their caravan secrets with them.
Camel are bought from different tribes and camel markets and grouped together in caravans of growing number, with each group of camels marked with a specific mark that shows who it belongs it. If the camel should die on the way to Egypt, this mark and the bit of skin it is on it cut out and brought back to the owner as proof. The trek through the desert is a difficult one both for the animals and their riders, and not everyone lives to see the end of it. The team accompanying the caravan is made up of seasoned men with a guide familiar with the desert and its dangers, who knows where to find the wells and where to avoid snakes, scorpions and quick-sand.
The caravans travel in groups of up to one hundred camels at a time with a space of two or three days between each batch, as the capacity of the desert wells is limited and can support only so many at a time. They enter Egypt through Aswan and are met at the veterinary centers in Daraw were the camels are inspected and tagged, then loaded onto open-roofed trains to be transported the markets for sale. On the way to Egypt the riders stock up on traditional and Western medicines for themselves and the animals, non-perishable foods and matches, razor blades and needles, and tea and sugar. They arm themselves with rifles for protection from robbers lurking in the dunes. Contraband runners traveling the back routes also carried rifles but smuggled them into Egypt where weapon licenses are difficult to obtain, and smuggled back bullets into Sudan where ammunition can only be purchased through licensed stores. Caravans traveling legally bring back clothes, Egyptian cologne and perfumed soap, water pumps and filters, and molasses and sugar back to Sudan.

Gateway Between East and West
Camel caravans also transport people, livestock and merchandise from the different landlocked countries of Africa through Sudan to the Red Sea. The historic port of Suakin, a main port since as far back as the 10th century, used to be the main gateway between Africa and the East particularly for Muslim pilgrims heading to Mecca, for merchants on both side of the Red Sea, and between Africa and Europe after the Suez Canal was built. Until it was replaced by Port Sudan in the 1920s, the island port received and dispatched hundreds of camel caravans a year. The camels arrived and left the port through different routes: south from Ethiopia, north to Egypt, and north-east to Berber. They carried all sorts of merchandise depending on their origin, the diversity reflecting the diversity of the country and people of Sudan itself: sesame seeds and oil, sorghum, gum Arabic, cotton, honey, butter, coffee, tobacco and rubber. Also, rhinocerous horn, ebony, ostrich feathers, gold, musk, tortoise and seashells, mother-of-pearl and fish. And of course, racing camels, sheep, cattle and slaves.
In Suakin, the legendary Shinnawi Palace provided boarding for the camel caravans, with hundred of rooms on the top, the camel stables on the ground floor, and the massive courtyard that could hold one hundred camels at a time for loading and offloading.

In an interesting coming-to-a-full-circle moment, the detested Turkish governors of Suakin who oversaw the trade facilitated by the camel caravans also collected the taxes, and the caravans carrying these taxes north to the government in Egypt were regularly attacked by celebrated camel-riding highway men from the nomadic Arab tribes of the North. The government showed zero tolerance or mercy to whoever dared to bother these caravans – particularly on the Ababda Route – and punished those they caught in all terrible manners such as beheading and burning alive to make them an example for others.
The camel caravans in A Mouth Full of Salt
In my novel A Mouth Full of Salt, a young man from a village in North Sudan travels with the camel caravans to Egypt on the Ababda Route, which is also the route my own relatives – the Garareesh tribe – took up until the road was built, and which my father was invited to join them on but could not due to work commitments. While the camel trade is still quite alive and kicking, changing times have dictated changing traditions. The days’ long journey is no longer trekked through the desert. Instead, camels are now loaded onto lorries and driven along the new road to Egypt through the Argeen border. This trip takes just eight hours from Dongola to the Daraw market. The camels and their carers arrive a little dusty but otherwise in full strength and luster. Camels are still exported in the thousands not only for their meat and other products, but also for camel racing and beauty pageants.
The camel train made its way into my novel in bits and pieces. The camel trade with all its glory and income does not exist everywhere in Sudan. Even in the Northern State only specific areas and tribes still hold onto this tradition and are able to breed camels and trade in them. Camels are not easy beings to be tamed and dominated, and some breeds are known for their ferocity. There are all sorts of stories about what goes in the mind of a camel concerning humans they deem undesirable. I will always remember a story I was told about a herder who beat and insulted his camel, and when they were out in the desert when night, the camel (allegedly) waited until everyone was asleep then quietly moved over to wear the man was and sat on him. I find it a little troubling that after everything I learned about camels, I am still unable to tell if this story was true or made up.
This article was written with the valuable expertise and experience of Prof. Abdelrahim M Salih, professor of Anthropology and Linguistics at American University

Several years ago, my father was invited by our distant relatives to join them on a unique journey from Sudan to Egypt. This would have been an unremarkable invitation if it hadn’t been for the fact that this journey was on land, through miles of arid desert, on camel back, on a route that has been used for several centuries. The invitation was to accompany the last camel caravan that our tribe the Garareesh would take to the Daraw camel market in Egypt by land through the desert, as a new road had been completed and any future trips would be taken on lorries.
Travel in all its forms is a tradition as old as time itself. Humans have been on the move forever: for food, for shelter, for safety, for exploration, and for pilgrimage. Sometimes they return to their original homes, often home is wherever they put their heads down to rest. Sometimes home is what they are searching for in the first place. This movement could be voluntary, in search of greener pastures, new relationships and economic opportunities. Or it could be forced, fleeing violence or drought, or bound into slavery to be sold. It could be on foot, on animal or on vehicles. Regardless of form or reason, it always holds one thing in common: the expectation – or fear – of something new. Sudan is no different, and its unique location as a gateway to Africa and a bridge to Mecca and Egypt has made it a busy crossroads for centuries. The camel caravans were and continue to be an inseparable part of this fabric, transporting and being transported to different destinations along routes that have been imprinted into the memory of the land and its people.
The magnificence of the camel– a wondrous creation built for the desert – is not limited to its function as a ‘vehicle of the desert’, although this function is no ordinary one. The animal has an unmatched adaptability to the harsh, hot, dry conditions, the ability to go without water or food for up to three weeks, its steady, unfaltering stride for hours on end, and its ability to carry loads many times more than other beasts of labour.

Camels are also favoured for their different products; camel meat is a popular dietary choice in many countries especially Egypt, the hide is exported to Europe to make leather products of the highest quality, and the bones are used to refine sugar, to name just a few. Some camel products are known for their near-mythical healing powers, mostly in their milk, but also strangely in their urine. As a young physician practicing in the Gulf, I witnessed this curious phenomenon first-hand.
A Bedouin baby was diagnosed with infantile leukemia in the hospital I was working in, but her family refused to let her receive any kind of medical treatment. She was brought to the hospital only when she had a fever or diarrhoea. Her diagnosis was confirmed more than once with a bone marrow aspiration – an uncomfortable procedure where a sample is taken from the marrow of the hip bone to give a picture of what blood cells are being produced and in what number. On a follow up visit and repeated test, we were shocked to find that the bone marrow contained no cancerous white blood cells at all. Which was virtually impossible because leukemia doesn’t just disappear. They told us they were giving her a small bottle of camel urine every morning.
Indeed, on more than one follow-up visit, repeated tests showed the same thing: no blood cancer cells. It appeared that the camel urine had some kind of corticosteroid effect that suppressed their production, or maybe even killed them. This effect proved to be temporary, however, and the little girl suffered from a vicious flareup of her illness and sadly passed away two months after her first birthday.
Camel routes between Sudan and Egypt
Desert routes have long been the economic lifeline between Egypt and Sudan, and from Sudan to the rest of Africa. For all its might, the River Nile has played a role of little importance in the context of trade between the two countries it links together, mainly due to the presence of six cataracts that impede movement necessary for trade. Rather, the Nile facilitated the movement of invaders over the years, carrying steamboats of missionaries and soldiers, the most famous of which was the failed expedition sent to rescue Charles Gordon. The desert routes were and continue to be an irreplaceable line along which goods, currency, culture and relationships travel back and forth between Sudan and Egypt, and through which the cultural effect of Sudan on Egypt is evident.
The routes follow the water, crossing the desert along strings of wells scattered in different directions. The three main routes the camel caravans have taken over the centuries between Sudan and Egypt are the Ababda and the Almiheila Routes for caravans coming from the east, and the Way of The Forty for those coming from the west. The biggest route is the Ababda Route named after the Ababda tribe, and dates back to the Funj Dynasty. It originates from Hussein Khalifa Basha’s palace in Eldamar in what is now the River Nile State, and passes through Korosko to Aswan to the Daraw Market in Egypt. This route was great importance for the area and for the different governments of Sudan.
The second route is the Almiheila Route from Alkasinger in the Northern State to Dalgo and has eight wells along the way. The third route is the Way of The Forty or Darb Al Arba’en, with caravans mostly from the Kababeesh tribes of Darfur in the west of Sudan and takes forty days from origin to destination. The Way of the Forty is thought to be named not just for its duration, but also for the number of trips different dervishes had taken along it, and the miracles they were thought to have performed along the way such as crossing the entire length of it on foot.
Up until 1895 there was a fourth route for the camel caravans: the now-extinct Madinab Route, named after the Madinab tribe, who used to travel in enormous caravans of up to two thousand camels to Egypt. Their route was unique in that it had no water wells at all and would have been impossible to take if it weren’t for the tribe’s use of special leather pouches impermeable to water, which they would bury deep in the desert along the way to Egypt, and dig up on the way back. The Madinab, who were famous for their integrity and honesty in trade, were completely wiped out in the Mahdiya wars, taking their caravan secrets with them.
Camel are bought from different tribes and camel markets and grouped together in caravans of growing number, with each group of camels marked with a specific mark that shows who it belongs it. If the camel should die on the way to Egypt, this mark and the bit of skin it is on it cut out and brought back to the owner as proof. The trek through the desert is a difficult one both for the animals and their riders, and not everyone lives to see the end of it. The team accompanying the caravan is made up of seasoned men with a guide familiar with the desert and its dangers, who knows where to find the wells and where to avoid snakes, scorpions and quick-sand.
The caravans travel in groups of up to one hundred camels at a time with a space of two or three days between each batch, as the capacity of the desert wells is limited and can support only so many at a time. They enter Egypt through Aswan and are met at the veterinary centers in Daraw were the camels are inspected and tagged, then loaded onto open-roofed trains to be transported the markets for sale. On the way to Egypt the riders stock up on traditional and Western medicines for themselves and the animals, non-perishable foods and matches, razor blades and needles, and tea and sugar. They arm themselves with rifles for protection from robbers lurking in the dunes. Contraband runners traveling the back routes also carried rifles but smuggled them into Egypt where weapon licenses are difficult to obtain, and smuggled back bullets into Sudan where ammunition can only be purchased through licensed stores. Caravans traveling legally bring back clothes, Egyptian cologne and perfumed soap, water pumps and filters, and molasses and sugar back to Sudan.

Gateway Between East and West
Camel caravans also transport people, livestock and merchandise from the different landlocked countries of Africa through Sudan to the Red Sea. The historic port of Suakin, a main port since as far back as the 10th century, used to be the main gateway between Africa and the East particularly for Muslim pilgrims heading to Mecca, for merchants on both side of the Red Sea, and between Africa and Europe after the Suez Canal was built. Until it was replaced by Port Sudan in the 1920s, the island port received and dispatched hundreds of camel caravans a year. The camels arrived and left the port through different routes: south from Ethiopia, north to Egypt, and north-east to Berber. They carried all sorts of merchandise depending on their origin, the diversity reflecting the diversity of the country and people of Sudan itself: sesame seeds and oil, sorghum, gum Arabic, cotton, honey, butter, coffee, tobacco and rubber. Also, rhinocerous horn, ebony, ostrich feathers, gold, musk, tortoise and seashells, mother-of-pearl and fish. And of course, racing camels, sheep, cattle and slaves.
In Suakin, the legendary Shinnawi Palace provided boarding for the camel caravans, with hundred of rooms on the top, the camel stables on the ground floor, and the massive courtyard that could hold one hundred camels at a time for loading and offloading.

In an interesting coming-to-a-full-circle moment, the detested Turkish governors of Suakin who oversaw the trade facilitated by the camel caravans also collected the taxes, and the caravans carrying these taxes north to the government in Egypt were regularly attacked by celebrated camel-riding highway men from the nomadic Arab tribes of the North. The government showed zero tolerance or mercy to whoever dared to bother these caravans – particularly on the Ababda Route – and punished those they caught in all terrible manners such as beheading and burning alive to make them an example for others.
The camel caravans in A Mouth Full of Salt
In my novel A Mouth Full of Salt, a young man from a village in North Sudan travels with the camel caravans to Egypt on the Ababda Route, which is also the route my own relatives – the Garareesh tribe – took up until the road was built, and which my father was invited to join them on but could not due to work commitments. While the camel trade is still quite alive and kicking, changing times have dictated changing traditions. The days’ long journey is no longer trekked through the desert. Instead, camels are now loaded onto lorries and driven along the new road to Egypt through the Argeen border. This trip takes just eight hours from Dongola to the Daraw market. The camels and their carers arrive a little dusty but otherwise in full strength and luster. Camels are still exported in the thousands not only for their meat and other products, but also for camel racing and beauty pageants.
The camel train made its way into my novel in bits and pieces. The camel trade with all its glory and income does not exist everywhere in Sudan. Even in the Northern State only specific areas and tribes still hold onto this tradition and are able to breed camels and trade in them. Camels are not easy beings to be tamed and dominated, and some breeds are known for their ferocity. There are all sorts of stories about what goes in the mind of a camel concerning humans they deem undesirable. I will always remember a story I was told about a herder who beat and insulted his camel, and when they were out in the desert when night, the camel (allegedly) waited until everyone was asleep then quietly moved over to wear the man was and sat on him. I find it a little troubling that after everything I learned about camels, I am still unable to tell if this story was true or made up.
This article was written with the valuable expertise and experience of Prof. Abdelrahim M Salih, professor of Anthropology and Linguistics at American University

شعار السكك الحديدية

شعار السكك الحديدية
ديباجة السكة الحديد توضع على الوابورات والعربات
مسجل من قبل جامعة وادي النيل
من مجموعة متحف السكة حديد
ديباجة السكة الحديد توضع على الوابورات والعربات
مسجل من قبل جامعة وادي النيل
من مجموعة متحف السكة حديد

ديباجة السكة الحديد توضع على الوابورات والعربات
مسجل من قبل جامعة وادي النيل
من مجموعة متحف السكة حديد

حبل سعفة التمر

حبل سعفة التمر
حبل منسوج يدويًا مصنوع من السعف، بني اللون، يستخدم في صناعة الأسِرَّة المنسوجة المعروفة باسم العناقريب.
DMN-F51_1
مجموعة متحف دارفور
حبل منسوج يدويًا مصنوع من السعف، بني اللون، يستخدم في صناعة الأسِرَّة المنسوجة المعروفة باسم العناقريب.
DMN-F51_1
مجموعة متحف دارفور

حبل منسوج يدويًا مصنوع من السعف، بني اللون، يستخدم في صناعة الأسِرَّة المنسوجة المعروفة باسم العناقريب.
DMN-F51_1
مجموعة متحف دارفور